ماهر فهمى يكتب "أنا والسادات عن قرب": السادات.. والشيخ حسن

ماهر فهمى يكتب "أنا والسادات عن قرب": السادات.. والشيخ حسنماهر فهمى يكتب "أنا والسادات عن قرب": السادات.. والشيخ حسن

*سلايد رئيسى12-1-2018 | 20:17

وكان الرئيس السادات بسيطا.. وكان يوم ميلاده يقضيه فى ميت أبو الكوم.. ولما سألته المذيعة النابغة همت مصطفى.. كيف تحتفل بعيد ميلادك أجابها : سلو بلدنا ندبح بطاية أو وزاية وتُلم الأسرة على الغذاء أو العشاء بهذه المناسبة أما الزعيم السادات فكان يوم ميلاده يمر بعد أن يقيم وليمة لأهل بلده فتة ولحمة.. ويستقبل أصدقاءه ومحبيه فى يوم من التصوف وذكر الله بأن يأتى ميكروباص من القاهرة به الدكتور البوهى رئيس إذاعة القرآن الكريم ومعه مجموعة من ألمع القراء والمبتهلين.. وكان من بينهم الشيخ حسن قاسم الضرير القارىء والمبتهل.. وهو أشهر من نار على علم.. لأنه كان أيقونة اللواء على زيوار على دكة اللاعبين فى الملعب وعلى أذنه الراديو الترانزستور يسمع التعليق.. ويتابع سير الكرة.. ويقوم والكرة فى طريقها للمرمى ويقول جون.. فتلمحه المدرجات فتقوم معه ويقود الهتافات.. وكان الرئيس السادت يعرفه عن قرب لأنه من أبناء ميت أبو الكوم..

وبعد أن قرأ المشايخ ومنهم حسن قاسم.. وذهبوا إلى الميكروباص فى طريق العودة.. طلب من الدكتور البوهى أن يأتى بحسن من الميكروباص.. وجاء يمشى وعصاه سبقاه فسأله الرئيس السادات وهو مبتسم إيه اللى فى إيدك ده.. ويقصد العصا فرد حسن وكان معروفا عنه خفة دمه قائلا: فتيس غرز يا ريس.. وضحك الرئيس وأهداه عصا مكتوب عليها اسمه بماء الذهب.. وإلى اليوم لم تفارق عصا السادات يد الشيخ..

وقجأة قال له السادات : أمك اشتكت لى منك بتقول إنك مش بتشأر عليها ومابتشوفهاش فرد الشيخ أشوفها إزاى إذا كنت أنا أعمى.. وهنا لم يضحك السادات وقال له: بر أمك يا حسن فقال: تؤمر يا ريس..

ثم قال السادات: عاوز أخدمك يا حسن لأنك أحسنت فى القراءة والابتهال.. فرد الشيخ ماتقدرش واستمر فى كلمة متقدرش.. وهنا ظهر الضيق على السادات وقال رئيس الجمهورية بيقولك عاوز أخدمك تقول له ماتقدرش.. قل لى: ما أقدرش على ايه..  بسرعة رد الشيخ: عاوز أفتح.. فضحك السادات من قلبه وقال: مايقدر على القدرة إلا الله سبحانه وتعالى.

والشيخ حسن كان محبوبا من كبار القادة فحكى للسادات قائلا: كنت ياريس بالأمس مع على زيوار فى اتحاد القوات المسلحة الرياضى والرئيس السادات أهلاوى.. وكان متواجد المشير عبد الحكيم عامر القائد العام.. وفجأة سألنى إمتى تبقى زملكاوى يا حسن ؟.. أجبته بعفوية: لما أفتح..

هذا هو الجانب الشعبى الذى كان يمتاز به السادات.. ولكن كما قلت كان السادات ومازال قدوتى ومثلى الأعلى.. وأرى أنه أخذ قرارات صائبة وعلى رأسها حرب أكتوبر ثم معاهدة السلام التى أعادت لنا سيناء كاملة لينا.. وأرجو أن تتصوروا أن سيناء لم تعد لينا.. ماذا كان موقفنا الآن.. كان زمانها مستعمرات.. وأعطوا جزءًا منها لحماس بديلا عن الدولة الفلسطينية..

ولكن أنا آخذ عليه أكبر غلطة ارتكبها فى حياته.. وهى إخراج الإخوان الشياطين من المعتقلات والسجون وفتح لهم الطريق ليعملوا فى السياسة واستقبل مرشدهم عمر التلمسانى وقال له أنا فتحت لكم الباب لتعملوا بحرية تامة.. فقال له عمر التلمسانى عاوز ضمانات.. فرد السادات من أولها قلت لك تعمل بحرية تقوم تشترط وتقول ضمانات.. مع أن الرئيس عبد الناصر قالها زمان : الإخوان مالهومش أمان.. وإنما اثنان لعبا الدور الرئيسى فى إقناعه بأن يستعمل الإخوان المجرمين خرفان السمع والطاعة لضرب شباب منظمة الشباب الذين شربوهم الشيوعية ودلعوها فأسموها الاشتراكية.. والاثنان هما المهندس عثمان أحمد عثمان محافظ أسيوط.. فترك الحبل على الغارب فى الجامعات  لتشكيل الجماعات الإسلامية المولودة من رحم الإخوان المجرمين فكانت الجماعة الإسلامية التى أسسها عبد المنعم أبو الفتوح فى جامعة القاهرة ومنها خرجت جماعة الجهاد.. وكانت سببا فى أن الرصاصة التى لم تطل جمال عبد الناصر فى المنشية طالته هو.

لأنه عندما اكتشف خيانتهم كان الوقت قد مر .. وطالوه من قبل أن يطولهم وخاصة بعد أن قال فى كلمة بمجلس الشعب نفس ماقاله عبد الناصر إن الإخوان مالهومش أمان.

فكان مبارك رئيسا.. وعلى الماشى فى الحلقة القادمة أتعرض لفترة مبارك ولبعض الطرائف والظرائف من الوسط الرياضى.

أضف تعليق