استقبل فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الأحد بمقر مشيخة الأزهر، عددًا من قيادات مؤسسة "جينكو" ومتدربي برنامج زمالة مجال حوار الأديان التابع لهم، يرافقهم الدكتور منير حنا أنيس، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية السابق، والسيدة ايزابيث وايت، مدير المركز الثقافي البريطاني بالقاهرة، لبحث سبل تعزيز مشروعات الحوار بين الأديان.
وقال الدكتور الضويني إن الأزهر مؤسسة مصرية ذات مهمة عالمية قائمة على بيان صحيح الدين الإسلامي وتوضيح الفهم الصحيح للكتاب والسنة النبوية الشريفة، كما أن الأزهر يعتمد المنهج الوسطي للكتاب والسنة، وذلك منذ بدايته وحتى الآن، ورغم مرور أكثر من ألف عام على إنشائه إلا أن الأزهر ظل واقفا شامخا يحمل لواء السلام وينشر الوسطية ويحث عليها.
وتطرق وكيل الأزهر، للحديث عن جهود الأزهر على المستويين المحلي والعالمي، مبينًا أن جهود الأزهر على المستوى المحلي كثيرة ومهمة، حيث عمل على إعلاء قيم التعايش والمواطنة والعدل بصرف النظر عن الدين أو المعتقد، وذلك واضح في الدور الذي يقوم به بيت العائلة المصرية، حيث عالج بعض الظواهر السلبية من أجل وئام الشعب المصري واستقراره والقضاء على أي فتيل للفتنة يريد أن يشعله بعض المتربصين بوطننا الغالي، كما أن هناك انفتاحا وتعاونا مع كل المؤسسات في مصر بما يمكن البناء عليه لتحقيق مواطنة حقيقية بين الجميع، حتى أصبح النموذج المصري يحتذى به في ترسيخ قيم المواطنة.
وبيّن فضيلته جهود الأزهر على المستوى الدولي وأنها حظيت باهتمام عالمي نظرا لمكانة الأزهر العالمية، مبينًا أن جولات فضيلة الإمام الأكبر كانت ولا تزال محط أنظار العالم لأنها تعمل على مد جسور التواصل بين الشرق والغرب، وأن هذه الجولات أثمرت وثيقة تاريخية وهي وثيقة الأخوة الإنسانية، التي جمعت بين أهم رمزين في العالم فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرانسيس الثاني، بابا الفاتيكان، مؤكدًا أن هذه الوثيقة هي قراءة واقعية لِمَ جاءت به الشرائع السماوية، فهي تعلي من مبادئ الأخوة الإنسانية، وتعتمد الحوار بين الأديان، موضحًا أن هذه القيم هي مايتم تعليمها لطلاب الأزهر وللأئمة والوعاظ داخل مصر وخارجها، بل يستمر الأزهر في تدريب الأئمة بعد تخرجهم لاطلاعهم على المستجدات لبيان الحكم الشرعي فيها، حتى لا يكون هناك غلو أو تطرف أو كراهية.
من جانبه، عبر وفد مؤسسة "جينكو"، عن سعادتهم بالتواجد في رحاب الأزهر الشريف، مؤكدين أهمية دور الأزهر والكنيسة المصرية في دعم وتعزيز العلاقات بين الشرق والغرب، وذلك من خلال اللقاءات والفعاليات والمؤتمرات، وأن ذلك يؤسس ويرسخ لقيم الحوار البناء، مشددين على ضرورة العمل على حفظ البيئة والموروث الإنساني، بما يكفل للعالم استقراره وأمنه.
كما تناول اللقاء مناقشة بعض القضايا المهمة مثل الحوار بين أتباع الشرائع المختلفة وأهمية هذا الشأن، كما تناول مناقشة أهمية دور الأسرة في بناء المجتمع، كما أجاب وكيل الأزهر على أسئلة الوفد في مختلف المجالات.