ماهر عواد .. السيناريست المظلوم !

ماهر عواد .. السيناريست المظلوم !محمد رفعت

الرأى11-5-2022 | 10:30

فى بداية عملى بإعداد البرامج للتليفزيون المصري، اتصلت تليفونيًا بالكاتب والسيناريست ماهر عواد، لأستضيفه فى برنامج يتحدث عن زوجته السندريلا الراحلة سعاد حسني، لكنه اعتذر بمنتهى التواضع والتهذيب، مؤكدًا لى أنه يعزف دومًا عن الإدلاء بالأحاديث الصحفية والتليفزيونية حتى لا يتحول إلى وجه مألوف لدى الناس ولا يستطيع أن يتحرك ويعيش حياته ببساطة وطبيعية مثل بقية خلق الله!
ورغم أنه لم يقدم خلال مشواره السينمائى سوى سبعة أفلام فقط، لم يحقق أى منها نجاحًا جماهيريًا يذكر، وتسببت جميعها فى خسائر مادية كبيرة لمنتجيها، بل يقال إن الفشل الجماهيرى الساحق الذى حققه الفيلم الوحيد الذى قامت ببطولته زوجته النجمة "الأيقونة" سعاد حسنى من تأليفه وهو "الدرجة الثالثة"، كان هو السبب المباشر لإصابتها بالاكتئاب وابتعادها عن السينما لسنوات طويلة، حتى عادت وقدمت فيلمها الأخير "الراعى والنساء" من إخراج زوجها السابق على بدرخان.
وعلى عكس الجمهور، ينظر معظم النقاد وعشاق السينما المختلفة والمتجددة إلى تجارب "ماهر عواد" السينمائية بدرجة عالية من التقدير والاحترام، ويعتبرونه واحدًا من كُتاب السيناريو القليلين الذين حاولوا السباحة ضد التيار التجارى السائد، وتقديم لون جديد عليها وهو الكوميديا الموسيقية السوداء البعيدة عن النمط الهوليودى التقليدى الذى اعتدنا على مشاهدته فى الأفلام الاستعراضية والغنائية فى الأربعينيات والخمسينيات.
وبدأت رحلة الثنائى ماهر عواد وشريف عرفة فى منتصف 1986 مع أول أفلامهما "الأقزام قادمون" من بطولة يحيى الفخرانى وليلى علوى وجميل راتب، وتدور أحداثه حول عالم صناعة الدعاية والوهم، وجاء الفيلم بمثابة صرخة سينمائية جديدة لكنه لم يحقق نجاحًا جماهيريًا يذكر.
وبعد "الأقزام قادمون"، جاء ثانى أفلامهما "الدرجة الثالثة" من بطولة أحمد زكي، وسعاد حسني، وجميل راتب، ويمكن اعتبار هذا الفيلم هو أكثر أفلام عواد وعرفة تعرضا للظلم، فقد تم تضييق الخناق عليه أثناء عرضه سينمائيا، كما منع من العرض تليفزيونيًا!
وتوقف الثنائى عواد وشريف لمدة ٣ سنوات، ليعودا مرة أخرى فى مايو ١٩٩١ بفيلمهما الثالث "سمع هس" من بطولة ليلى علوي، وممدوح عبد العليم، وحسن كامي، وتدور أحداثه حول قصة الزوجين الفنانين "حمص وحلاوة"، ويفضح الفيلم "لصوص الأحلام"، وقدرة المال والسطوة والنفوذ على شراء أغلب الضمائر.
وفى العام نفسه، يقدم الثنائى فيلمهما الرابع "يا مهلبية يا"، وهو فيلم داخل فيلم ويدور على مستويين فى السرد، ويصل شريف وماهر من خلاله إلى قمة نضجهما الفنى فى الفكرة والطرح، ويفشل الفيلم تجاريًا أيضًا لينفصل الثنائى العبقرى فنيًا، ويقدم "عواد" تجارب سينمائية مهمة من خلال أفلامه مع المخرج سعيد حامد، خاصة "رشة جريئة" بطولة أشرف عبد الباقى وياسمين عبد العزيز، لكن الجمهور يعزف عنها ويجبر مؤلفها الموهوب على الانزواء والغياب!

أضف تعليق