شدد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الثلاثاء، على أن علاقات بلاده مع إسبانيا “ليست ضد أي أحد، وإنما لمصلحة البلدين”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك بين بوريطة ونظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الثلاثاء، في مراكش المغربية.
وقال بوريطة إن العلاقات بين البلدين “ليست ضد أحد ولا تستهدف أي أحد، وهي علاقة لحماية مصالحنا وتطوير شراكتنا وتعزيز الأمن والاستقرار بين بلدينا”.
وتابع: “يمكن للمغرب و إسبانيا في الإطار الجديد للشراكة، أن يشتغلا كحليفين وكشريكين لمصلحة بلديهما وشعبيهما، ولكن أيضا لمصلحة الأمن والاستقرار بين البلدين”.
وأكد أن بلاده تقدر موقف الحكومة الإسبانية من قضية الصحراء، حيث قال: “هو موقف يقدره المغرب، ويثمنه بشكل كبير، ويندرج في إطار حركة دولية لإيجاد حل لهذا النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية”.
وتابع: “دعم إسبانيا لمقترح الحكم الذاتي كإطار أنسب والأكثر مصداقية للحل، منسجم تماما مع رؤية مجلس الأمن الدولي، ومنسجم مع توجه القوى الفاعلة على المستوى الدولي، ومنسجم مع موقف العديد من الدول الأوروبية ومع رأي أغلب الدول العربية والإفريقية”.
وشدد بوريطة على أن من يريد حل هذا المشكل “يجب أن ينخرط في الإطار الوحيد الممكن، وهو إطار الحكم الذاتي تحت السيادة الترابية للمغرب”.
ومضى قائلا “أما من يريد عدم حل هذا المشكل مع كل ما يخلقه من عدم استقرار في المنطقة، فيمكنه الاستمرار في تشجيع الوضع القائم الذي طال لأربعة عقود ويمكن أن يطول إذا لم تكن هناك تعبئة لإيجاد حل”.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الإسباني، على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي، حيث تحتضن مراكش، في وقت لاحق الأربعاء، اجتماعا للتحالف على مستوى وزراء الخارجية، بدعوة مشتركة من بوريطة
ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن.
واندلعت أزمة بين البلدين، حين استقبلت مدريد في أبريل 2021 زعيم جبهة “البوليساريو” إبراهيم غالي بـ”هوية مزيفة” ودون إخطار الرباط، وهو ما اعتبرته الأخيرة “طعنة في الظهر”.
وفي مارس الماضي، عاد الدفء للعلاقات، بعد إعلان إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع في إقليم الصحراء.
وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو “البوليساريو” إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.