خالد الجندي: حفظ الوطن من أهم مقاصد الشريعة

خالد الجندي: حفظ الوطن من أهم مقاصد الشريعةخالد الجندى

الدين والحياة23-5-2022 | 09:50

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الإعلام له دور بارز في التأثير على سلوك الناس، وأن المقاصد الشرعية ثابتة، وأن الوسائل متغيرة، ومن الضروري أن لا نختلط هذه بتلك حتى لا تتحول الأمور الظنية إلى أمور ثابتة أو العكس.

وقال الجندي إن حفظ الوطن من أهم المقاصد الشرعية، لأن الوطن تبذل فيه الدماء ويفدى بالأرواح، مشيرًا إلى أهمية التفريق بين المصطلحات والمفاهيم كالعلم، والخبرة، ف القرآن الكريم يحرص على وضع كل مصطلح في مكانه الصحيح، حيث يقول الله (عز وجل): "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" ويقول (سبحانه وتعالى): "وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ"، وفي ذلك إشارة إلى أهمية وجود الخبرة في المجال الإعلامي وغيره من المجالات، وهي معرفة كيفية التعامل مع المواقف المختلفة، والعمل الإعلامي يحتاج إلى الخبرة أكثر من حاجته إلى العلم مع التأكيد على أهمية العلم، وذلك لتجنب أسباب إثارة الفتن.

وأشار الجندي إلى أهمية أن يفرق بين الشرع والفقه، فالدليل الشرعي يقصد به النص الشرعي من قرآن وسنة، أما الفقه فهو إدراك وفهم هذا النص الشرعي، لذلك قال الله (عز وجل): "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"، والنص الشرعي مطلوب منا أن نتأمله ونتدبره، يقول الله (عز وجل): " إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ"، فالنص واحد والتفاسير متعددة، وتقبلت الأمة تعدد التفاسير، وهو دليل على وجوب التفرقة بين النص وثبوته، وبين فهم هذا النص وإدراك معناه.

وأضاف أن نجاح الإعلامي يتطلب منه أن يفصل بين العمل والقبول، والدعاء والإجابة، والسعي والرزق، حيث إن العمل الصالح ضروري لكن الاهتمام بالقبول أولى، وأما الدعاء فعبادة عظيمة وإجابة الدعاء بيد الله (عز وجل)، وأما السعي فيصدر من البشر إلا أن الأرزاق مكفولة من الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ".

وأكد أهمية التفرقة بين ما قبل الدولة وما بعد الدولة، فالفقه يتغير بتغير الظروف، والزمان، والمكان، مشيرًا إلى أن كثيرًا من فتاوى من ضلوا عن المنهج الوسط لم تراع هذه المفاهيم فتصادمت دعوتهم مع الواقع، كما تصادمت مع فقه علوم الشريعة، مختتمًا حديثه بأن الإعلامي لا بد أن تتوافر لديه سمات أربع وهي: العلم، والثقافة، والشخصية، والموهبة، وأن يخاطب الناس على قدر ثقافتهم، وأن يراعي مصالح الأوطان.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2