قال وزير التنمية المحلية محمود شعراوي إن الوزارة تسعى لتحقيق الاستدامة في أهداف مشروع القضية السكانية، والتي تتضمن حوكمة ملف السكان من خلال تفعيل الإطار المؤسسي القائم على النهج التشاركي، والذي بنيت عليه جميع المبادرات الحكومية والخطط الاستراتيجية القومية، وتفعيل اللامركزية في اتخاذ القرارات، والمنظومة المعلوماتية السكانية اللازمة للمتابعة والتقييم على مستوى المحليات.
جاء ذلك في تقرير تلقاه الوزير، اليوم، بشأن أبرز الجهود والإنجازات التي تحققت على الأرض الواقع لمشروع تسريع الاستجابة المحلية للقضية السكانية منذ إطلاقه في عام 2019 وحتى الآن؛ بهدف الحد من معدلات النمو السكاني في المحافظات المصرية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وأضاف شعراوي أن المشروع يضمن الإدارة المبنية على النتائج، ودعم دور الشباب في عملية وضع السياسات السكانية والمشاركة في اتخاذ القرار بالمحافظات، من خلال تمثيلهم بالمجالس الإقليمية للسكان، وتفعيل المسئولية المجتمعية المحلية لضمان الاستدامة في تنفيذ الأنشطة السكانية.
وأشار إلى أنه تم إنشاء وحدات للسكان في كل محافظة ووحدات الإدارة المحلية، بهدف توحيد جهود الأجهزة المعنية بالقضية السكانية نحو رفع مستوى الوعي لدى المواطنين بمخاطر الزيادة السكانية وآثارها السلبية على مشروعات التنمية وال اقتصاد القومي، واستنزافها لجهود الدولة في التنمية، والعمل على الحد من زيادتها المتنامية على أرض الواقع وفقاً لرؤية مصر 2030، والتي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وأوضح أنه تم العمل على تفعيل أداء الوحدات من خلال بناء المهارات والقدرات البشرية، حيث قام المشروع بتقديم 19 دورة تدريبة استفاد بها 858 من قوة العمل السكانية، كما قام مركز تدريب التنمية المحلية بسقارة بتنظيم 10 برامج تدريبية سكانية استفاد منها 184 من وحدات السكان والمنسقين، وسوف يتم استمرار التدريب لعامه الثالث بدعم فني من الوزارة، إضافة إلى اجتماعات المتابعة "أون لاين"، والتي استفاد منها 90 مشاركا من وحدات السكان، كما تم تنظيم ثلاث ورش تعريفية للمحافظات الجديدة استفاد بها 63 متدربا، كما تم عقد تدريبات "أون لاين" من خلال فريق عمل المشروع استفاد منها 608 من منسقي سكان.
وتابع إنه فيما يتعلق بدعم دور الشباب في عملية وضع السياسات السكانية والمشاركة في اتخاذ القرار بالمحافظات، من خلال تمثيلهم بالمجالس الإقليمية للسكان، قامت 20 محافظة بدمج شباب متطوع بالمجلس الإقليمي بنسبة 90% من إجمالي المحافظات للسكان، حيث بلغ عددهم 74 شابا وفتاة؛ للمشاركة في اتخاذ القرار كما هو مخطط له بالخطة الاستراتيجية القومية للسكان.
ولفت إلى أن بعض وحدات السكان بالمحافظات قامت بدور مهم للشباب والمرأة في المحافظات، وذلك من خلال توفير فرص عمل لهم والمساعدة في تسويق منتجاتهم والمشاركة في تنظيم معارض لتسويق المنتجات بالتعاون مع التنفيذين والمجتمع المدني في كل من محافظات السويس والأقصر وقنا والبحيرة وغيرها من وحدات السكان بباقي المحافظات، إضافة إلى التدريبات التي تم تنسيقها من خلال الوحدة لبناء قدرات الشباب والسيدات على ريادة الأعمال.
وأضاف شعراوي أن المشروع قام من خلال وحدات السكان بالمحافظات برصد أهم المشكلات بالمراكز والقرى وقامت وحدات السكان ومنسقوهم بالتعاون مع الجهات التنفيذية والمجتمع المدني باللجان السكانية والجامعات بتحليل الأسباب ومناقشة الحلول وعمل خطط سريعة ومبادرات لحل هذه المشكلات.
وأشار إلى أنه تم تنظيم قوافل سكانية في غالبية المحافظات وندوات توعوية؛ للحد من زواج القاصرات، والحث على ممارسة تنظيم الأسرة، وتبني مفهوم الأسرة الصغيرة، وخطورة الإدمان، وأهمية العمل والتشغيل للشباب كقيمة لابد من الحفاظ عليها والاستثمار فيها، كما تم أيضا تنظيم ندوات للتعريف بالخطورة الناتجة عن الزيادة السكانية، وتدني الخصائص المجتمعية، وترشيد الاستهلاك من الموارد الطبيعية وأثر الزيادة السكانية على التغيرات المناخية.
ولفت إلى أن وحدات السكان ببعض المحافظات قامت بإطلاق مبادرات عديدة؛ للتوعية بالقضايا السكانية مثل مبادرة "معا نستطيع" بالإسكندرية لبناء الدعم وكسب تأييد القيادات المختلفة بكافة المديريات والمؤسسات وعمل توعية بالقضايا السكانية ودور وحدات السكان بالشراكة مع الجهات المعنية لحلها، ومبادرة "يوم القرية" بمحافظة بني سويف لتجوب قرى المحافظة؛ للتوعية بالقضية السكانية.
كذلك مبادرة "أسرتنا مسئوليتنا"، ومبادرات "شبابنا مستقبلنا" و"حلها في تدويرها" قامت بها وحدة سكان محافظة السويس بالتعاون مع مشروع "قيم وحياة" التابع لمؤسسة "أجيال مصر" لنشر القيم والمبادئ الراقية بالمدارس، كما قامت وحدة السكان بمحافظة الجيزة بمبادرة بعنوان "خلفتك مسئوليتك- احسبها صح" للتوعية بمخاطر الإنجاب المتكرر والإنجاب المبكر ومبادرة أخرى للحد من ظاهرة الغارمات وخفض نسب الطلاق بعنوان "الجواز مش جهاز- غسالة واحدة كفاية".
واستكمل الوزير حديثه عن المبادرات التي قام بها المشروع بالمحافظات، حيث أطلقت وحدة السكان بمحافظة الدقهلية مبادرة للتوعية بمخاطر الإدمان والمخدرات، ونفذت وحدة السكان بمحافظة الأقصر العديد من الأنشطة ذات العلاقة بالشباب والسيدات، ومنها مؤتمر الشباب "آمال وتطلعات"، المؤتمر العلمي الأول للصحة، ملتقى (الحرفجية)، وحفل لتكريم الأمهات المثاليات.
وأشار إلى أنه في دمياط قامت وحدة السكان بعمل مبادرة "ابني ابنك" استفاد منها أكثر من 700 مستفيد، وجارٍ إطلاق مبادرة "فكر قبل ما تكتر" وقامت وحدة سكان أسيوط بالمشاركة في العديد من المبادرات، منها "بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ 27" لتحضيرات انعقاد مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ "COP27" التي تستضيفها مصر في نوفمبر القادم بشرم الشيخ.
وأوضح أن وحدة السكان بمحافظة البحيرة أطلقت مبادرة "الخلفة مسئولية- شارك في التنمية" بهدف تفعيل محور المشاركة المجتمعية وتعزيز دور شركاء العمل السكاني، من أجل التوعية بالآثار السلبية للزيادة السكانية والعمل على التطوير الشامل لجوانب الحياة المعيشية والخدمية، مما يعمل على تحسين الخصائص السكانية للمواطن البحراوي، ويكون له أبلغ الأثر في تحسين المؤشرات الديموجرافية، وقد تضمنت الحملة تنفيذ الفعاليات التالية: (ندوات – قوافل سكانية – استكتاب لمحو الأمية – ورش مشغولات يدوية – توعية على الصفحات الرسمية للمحافظة والوحدات المحلية التابعة لها – عروض مسرحية) للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين؛ لتحقيق رؤية القيادة السياسية بتسريع الاستجابة المحلية للقضية السكانية.
وأضاف شعراوي أن خطة العمل المستقبلية لمشروع تسريع الاستجابة السكانية تشمل استكمال تشكيل وحدات السكان ومنسقيها في المحافظات الحدودية وبناء قدراتهم لإدارة البرامج والخطط السكانية والتنموية، والتعاون مع مشروع تنمية الصعيد لإعداد قاعدة بيانات ومؤشرات متابعة وتقييم أوضاع السكان بمحافظتي سوهاج وقنا كمرحلة أولى.
وأشار إلى أنه سيتم التعاون مع مؤسسة "أجيال" لتعميم مبادرة "قيم وحياة" على جميع المحافظات، مع استمرار عملية المتابعة اليومية والميدانية لأنشطة الوحدات السكانية والحرص على دعم المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية والمبادرات والبرامج الحكومية الأخرى ذات العلاقة بالقضية السكانية والتنمية، من خلال رصد المشكلات والتنسيق لحلها وعمل مبادرات محلية أخرى بالتعاون مع شركاء العمل المحلي.