نصائح الخبراء لـ «ست البيت» في مواجهة الأزمة الاقتصادية

نصائح الخبراء لـ «ست البيت» في مواجهة الأزمة الاقتصاديةصورة تعبيرية

«فى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التى يمر بها العالم، أصبحت ميزانية البيت مشكلة تؤرق كل ست مصرية خصوصًا بعد ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية والطاقة أيضًا على مستوى العالم نتيجة ارتفاع سعر الدولار والأوضاع التى تشهدها البلاد، ومما لا شك فيه أن «الست» المصرية تتأثر بشكل أو بآخر نتيجة هذه الظروف».

فى البداية، يقول د. على عبد الرءوف الإدريسي، الخبير الاقتصادى وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع: إن بعد ارتفاع معدلات التضخم بشكل ملحوظ وزيادة الأسعار على مستوى العالم لابد من وجود نوع من أنواع الوعى الاستهلاكى لدى ربات البيوت وحتى المرأة العاملة لتخطى الظروف الصعبة التى يمر بها العالم كله، وبالتالى يقع على عاتق المرأة المصرية خلال المرحلة المقبلة دور مهم جدا فى ترتيب الأولويات والاحتياجات الأساسية للأسرة المصرية ولذلك فهناك ضرورة لإعادة النظر فى أوجه الإنفاق على السلع الغذائية والترفيهية، وتقليل حجم الهدر من الأطعمة الغذائية، خاصة أن التبذير فى شراء الغذاء تعد مشكلة فى سلوكيات بعض الأسر، وهكذا نجد أن المرأة المصرية لها دور كبير فى علاج هذا الأمر.

ويتوقع عبد الرءوف، أن تستمر الأزمة العالمية فى ارتفاع الأسعار لفترة ليست بقليلة ولا بد أن تعلم المرأة المصرية ذلك جيدا لكى تكون قادرة على إدارة هذه الأزمة وتخطيها بنجاح من خلال إعادة ترتيب أولوياتها واحتياجاتها مرة أخرى وفقا لإمكانياتها، واتباع سياسة ترشيد استهلاك السلع، وينصح رب الأسرة بعدم تحمل أقساط أو مديونيات جديدة خلال الفترة المقبلة إلا فى حالة الضرورة القصوى لأن هذا سوف يحمل الأسرة أعباءً مالية كثيرة بجانب الأعباء المالية للإنفاق على الاحتياجات الأساسية، ويكفى فقط الأعباء المالية الخاصة بارتفاع الأسعار وبالتالى ارتباط الأسرة بوجود أقساط جديدة سوف يؤثر بشكل واضح جدا على بند الإنفاق الخاص بالاحتياجات الأساسية لأفراد الأسرة ككل.

البدائل

فيما قالت جمهورية عبد الرحيم، مقرر مناوب بفرع الجيزة بالمجلس القومى للمرأة، إن المرأة المصرية منذ عهد بعيد وهى وزيرة مالية - فى منزلها - ناجحة بامتياز وهى أيضا مدبرة المنزل حتى فى أصعب مراحل الحياة وهذا ما عاهدنا من المرأة المصرية منذ إطلاق خريطة الإصلاح الاقتصادى خلال الأعوام الماضية وبالفعل استطاعت بقوة أن تتخطى الأزمة والخروج بأسرتها إلى بر الأمان.

وتشير إلى أن المجلس القومى للمرأة طوال الوقت من خلال فروعه بالمحافظات وعددها ٢٧ فرعًا يقوم بدور مهم فى هذا الأمر من خلال إطلاق العديد من الحملات التوعوية لربات البيوت وتوعيتهم بأهمية ترشيد الاستهلاك وتنمية الوعى الاستهلاكى للأسر، وكيفية التعامل مع السلع التموينية وعدم الهدر فى الطعام وذلك من خلال حملة طرق الأبواب، لكن كل حملة تختلف رسائلها التوعوية عن الأخرى، وحاليا نقوم بحملات توعوية فى قرى حياة كريمة ضمن المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية والتوعية بكيفية تمكين المرأة اقتصاديا وكيفية القيام بمشروع صغير داخل المنزل بتمويل من جهاز المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، بالإضافة إلى مساعدة السيدات على كيفية عمل دراسة جدوى للمشروع.

الوعى الاستهلاكي

وتشير جمهورية إلى أن «الست» المصرية فى أى أزمة تبحث عن البدائل أو خفض حجم الاحتياجات المستخدمة أو الاستغناء عن الرفاهيات فعلى سبيل المثال من الممكن استبدال طبق السلطة نظرًا لارتفاع سعر الطماطم ب الخضراوات الخضراء مثل الجرجير والفجل والخس وتعطى نفس القيمة الغذائية والصحية أيضا، لكن بتكلفة أقل وبكذا تكون وفرت فى حجم الإنفاق، كما يجب على المرأة المصرية أيضًا إعادة النظر فى ترتيب احتياجاتها جيدا وعدم هدر الطعام وإذا تبقى شىء يمكن تخزينه ووضعه فى الفريزر ليوم آخر وبكدا تكون وفرت أكلة أخرى، ومن الممكن أيضا خفض شراء البروتين الحيوانى أو الاستغناء عنه واستبداله بالبروتين النباتى أو المعجنات، لابد من التنازل عن شراء بعض الاحتياجات مثل الفاكهة يوميا أو الاتجاه إلى شراء الفاكهة الأقل سعرا فى السوق لسد احتياجات الأساسية منها، وضرورة الاستغناء عن شراء الأطعمة الجاهزة لعدة أسباب أهمها أنها غير صحية وارتفاع أسعارها والاكتفاء بعملها فى المنزل مثل أطباق الكشرى وسندوتشات الشاورما الفراخ واللحمة والكريب والبيتزا والفراخ الكرسبى والبرجر وغيرها، والتركيز على عمل الأطعمة المفيدة لصحة الأسرة مثل الخضار بأنواعه المختلفة والشوربة بأنواعها خصوصا شوربة لسان العصفور وشوربة البروكلى وشوربة العدس مفيدة جدا وفى نفس الوقت الأسعار فى متناول الجميع.

الصحة النفسية

وتقول د. شيماء عراقى، استشارى إرشاد أسرى وتعديل السلوك، إنه كلما استقرت الأسرة اقتصاديا تمتعت بالصحة النفسية والعكس صحيح، كلما ضاقت الأسرة ماديا كانت أكثر تعرضا للأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب وبعض المشاكل النفسية مع الخروج من الأزمة المالية وفجوة الأسعار، حيث تواجه المرأة تحديات كبيرة فى تلبية احتياجات أسرتها مع ارتفاع ملحوظ فى السلع الغذائية والأساسية وعليها التفكير بابتكار ووضع حلول لمواجهة الأزمة، وترشيد الاستهلاك وسيلة وحيلة ذكية والاستغناء وتدوير إعادة الأطعمة والوجبات أصبح ضروريًا مع تقديمه بشكل جذاب وفاتح للشهية مع أطفالها، كما يمكن وضع خطة سريعة فى مواجهة الغلاء واتخاذ قرار لمقاطعة بعض المنتجات والماركات المبالغ فى أسعارها والاستعانة ببدائل أخرى، أيضا ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء وتوفير فى فواتير الكهرباء، تقليل استهلاك البروتين الحيوانى واستبداله بعناصر غذائية تحمل نفس القيمة الغذائية.

وتشدد عراقى على ضرورة استغلال بواقى الطعام وعدم رميه مع إضافة عناصر أخرى من الخضراوات، أيضا استغلال مساحات البلكونة أو الأسطح للزراعة بعض الخضراوات السهلة إنتاجها دون عناء أو تكلفة، وإعادة تدوير الملابس القديمة وإضافة قطع مختلفة الألوان لتغير شكلها ومتابعة متخصصى الموضة لاستخدام القطعة أكثر من مرة بشكل مختلف، أما الإجازة الصيفية وحجز المصايف ذات الأسعار العالية يمكن استبدالها بمصيف أقل إنفاقا للمال، توفير أماكن الفسح والخروجات الأقل تكلفة للأسرة، التخطيط لتوفير مصاريف المدرسة للعام المقبل واستغلال الإجازة لتخفيف الدروس الخصوصية.

وضع استراتيجية

فيما تقول د. زينب المهدى، خبيرة الإرشاد الأسرى: على الزوجة أو ربة المنزل أن تقوم بوضع استراتيجية لمواجهة ارتفاع الأسعار، أهمها التقليل والترشيد والمقصود هو تقليل كمية الأطعمة المستخدمة، أو على الأقل تقوم الزوجة بترشيد الاستهلاك، حيث إن الكثير من الأسر تقوم بشراء منتجات غذائية كثيرة وفى المقابل يتم إلقاء جزء كبير منها فى القمامة (مثل الأرز الفائض من الأطعمة والخُبز وغيرها) ولذلك فلابد من شراء المنتجات التى يتم استهلاكها فقط دون تفريط، يليها التبديل فى ظل غلاء اللحوم والدواجن، يوجد الكثير من الأسر غير قادرة على شراء هذه المنتجات، لكن من رحمة الله على عباده قام بوضع الفوائد الغذائية والبروتينات فى الكثير من الحبوب والبقوليات، ومقارنة سعر البقوليات باللحوم سيكون سعرها أرخص بكثير وهذه حيلة أيضًا من ضمن حيل مواجهة الأسعار، التخزين فإذا استطاعت الزوجة وفى مقدرتها المادية أن تقوم بتخزين الأطعمة، فيا حبذا من ذلك، خاصة أن الأسعار فى ارتفاع متزايد، فالأفضل أن يتم شراء وتخزين الأطعمة التى سيتم استهلاكها فقط، شراء الخضراوات الطازجة بدلاً من المعلبات فى بعض الأوقات، فالمنتجات الطازجة كالفاصوليا والملوخية وغيرها، يفضل أن يتم شراؤها طازجة ثم يتم تفريزها فى المنزل لأن سعرها مقارنة بسعر المنتج المعلب سيكون أرخص نسبيًا، مؤكدة أنه لابد أن يتم ترشيد الاستهلاك والعمل على تبديل بعض المنتجات بأخرى من وقت لآخر حتى يتم عمل موازنة فى الأموال وبالتالى ستتم مواجهة هذه الظروف الصعبة بإذن الله.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2