شهد العالم في السنوات الأخيرة ظاهرة سياسية مثيرة للاهتمام تتمثل في استياء الشعوب المتزايد من الحكومات القائمة، بغض النظر عن انتمائها السياسي أو مكانتها. فألمانيا، التي كانت رمزًا للاستقرار السياسي، أصبحت اليوم تعاني من تداعيات هذه الظاهرة مع انهيار تحالف المستشار أولاف شولتس وإعلان انتخابات مبكرة.
هذا الانهيار يأتي في سياق عالمي يشهد تغيرات مشابهة، من اليابان إلى الولايات المتحدة، حيث تطيح موجة الغضب الشعبي بالقادة السياسيين بشكل غير مسبوق.
ولطالما كان الأداء الاقتصادي هو المعيار الأساسي لتقييم الحكومات، ولكن حتى الاقتصادات القوية لم تعد تضمن ولاء الناخبين. والولايات المتحدة، على سبيل المثال، حققت معدلات نمو جيدة، ومع ذلك فشلت الإدارة الديمقراطية بقيادة كامالا هاريس في إقناع الشعب بقدرتها على تحسين الظروف المعيشية.
كما أن قضية الهجرة أصبحت أحد المحاور الرئيسية التي تسهم في تراجع شعبية الحكومات، خاصةً في الدول الغربية. حيث أن الوعود بالسيطرة على الحدود أصبحت من المواضيع الحساسة التي قد تقود الحكومات إلى النجاح أو الفشل. ففي بريطانيا، ركّزت حكومة كير ستارمر على معالجة مسألة تهريب البشر وتعزيز سياسات الحدود، ولكن تحقيق هذه الوعود قد يكون سلاحًا ذا حدين إذا لم يتحقق التغيير الملموس سريعًا.