كانت عدة تقارير صحفية ذكرت في وقت سابق أن حقوق الصور كان لها الدور الأبرز في حسم كيليان مبابي قراره بالاستقرار مع باريس سان جيرمان، بدلا من الانتقال إلى ريال مدريد.
وقبل أيام قليلة من إعلان مبابي تجديد عقده مع باريس، قالت صحيفة "ماركا" إن ريال مدريد رفض حصول مبابي على 100% من حقوق صوره، وهو ما منح الأفضلية للنادي الباريسي الذي وافق على طلبات نجمه في هذا الصدد.
وجاء ذلك بعد ظهور أزمة في مارس/أذار الماضي بين مبابي والاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بسبب غيابه عن حدث دعائي شارك فيه لاعبو منتخب فرنسا، وكان السبب في ذلك هو حقوق الصور.
ما هي حقوق الصور؟
مؤخرا لم تصبح الاتفاقات بين اللاعبين والأندية الأداء على أرض الملعب فقط، بل يمتد أيضا لما يحدث خارج الملعب، في ظل توسع الطرفين في التربح من الإعلانات والشراكات التجارية والرعاية وغيرها من مصادر الدخل.
تتضمن حقوق الصور بشكل عام كل شيء يخص لاعب كرة القدم، وتشمل كل الحقوق التجارية والإعلانية التي تُستخدم فيها أسماء اللاعبين وألقابهم وصورهم.
كذلك تتضمن حقوق الصور الشعارات الشخصية والعلامات التجارية التي يصنعها اللاعبون لأنفسهم، مثل "CR7" الخاص بالبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم مانشستر يونايتد، أو "KM" الخاص بمبابي نفسه.
وفي الوقت الحالي توجد عدة صيغ للاتفاقات على حقوق الصور بين اللاعبين والأندية، فيمكن للنادي أن يحصل على نسبة من حقوق صور اللاعب (أو كلها)، ما يعني أحقيته في استخدام صورته فقط، أو نسبة من كل الحقوق المذكورة.
جدير بالذكر أن بعض الشركات المتخصصة تقوم بشراء حق التصرف في حقوق صور اللاعبين، وفي هذه الحالة تصبح خاصة بها، وليس للاعب أو للنادي.
وفي أغلب الأحيان لا يكون الاتفاق على حقوق الصور متضمنا في عقود اللاعبين مع الأندية، بل يكون اتفاقية منفصلة، مما يجعل الضرائب عليها أقل.
ما هو سر أهمية حقوق الصور؟
تتبع عدة أندية سياسة صارمة في التعامل مع حقوق الصور، فمثلا ريال مدريد لا يترك للاعبيه أكثر من 50% من حقوق صورهم إلا في حالات نادرة.
وترى الأندية أن حقوق الصور هي عامل جذب مهم لاتفاقات الرعاية والإعلانات، كما أن النادي يملك جزءا من الفضل في تألق لاعبه، وهو الأمر الذي يجعله نجما إعلانيا فيما بعد.
كذلك تحرص إدارات الأندية على عدم إغفال أي شيء في الاتفاقات المتعلقة بحقوق الصور، وذلك لمنع أي تضارب محتمل بين رعاة اللاعب والنادي.
وتتضمن اتفاقات حقوق الصور على بنود تحدد كيفية التعامل مع حالات تضارب مصالح إذا كان النادي لديه شريك تجاري بينما يتفق لاعبه مع شركة منافسة.
ودخل محمد صلاح في خلاف مع الاتحاد المصري لكرة القدم عام 2018، قبل أشهر قليلة من انطلاق كأس العالم في ذلك العام، بسبب استخدام صورة نجم ليفربول على الطائرة التي نقلت بعثة "الفراعنة" إلى روسيا للمشاركة في المونديال.
وكان التصميم على الطائرة من الخارج يتضمن صورة لصلاح مع إعلان لإحدى شركات الاتصالات، في الوقت الذي يرتبط فيه النجم المصري بعقد مع شركة منافسة.
ولا يمكن تحديد مبلغ معين أو نسبة معينة لجميع اللاعبين من أرباح حقوق الصور، فالأمر يرتبط بعدة عوامل، مثل نسبة اللاعب من حقوق صوره، وكم يجني في الأصل من عقود الرعاية، وغيرها.