حذرت صحيفة (الرياض) السعودية من تدخل الولايات المتحدة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. معتبرة أن الاستمرار في استفزاز موسكو قد يضطرها لدخول مواجهة عسكرية مع الناتو، ستكون حتما نووية، لأن روسيا غير قادرة على هزيمة الغرب تقليديا.
وقالت الصحيفة - في افتتاحيتها بعنوان (حرب بالوكالة) - إنه بعد مرور ثلاثة أشهر على الحرب الروسية - الأوكرانية، ما زالت روسيا لم تحقق أهدافها العسكرية، ويمكن تفسير هذا الإخفاق إلى إسهام الولايات المتحدة في وضع الاستراتيجية الدفاعية الأوكرانية، فضلا عن تقديم معلومات استخباراتية حساسة، لتحميل موسكو تكاليف باهظة عسكريا.
وأضافت أن الاتهام الروسي للولايات المتحدة بأنها منخرطة في حرب ضدها يثير قلقا من مواجهة مباشرة بين دولتين نوويتين، رغم محاولة واشنطن الحفاظ على توازن صعب بين استمرار تدفق الدعم لأوكرانيا، بهدف هزيمة روسيا، وعدم استفزاز الأخيرة إلى حد يضطرها للرد نوويا، لا سيما إن شعرت بتهديد حقيقي لأمنها القومي.
وأشارت إلى أن الإستراتيجية الأمريكية تقوم على الحذر من الانجرار إلى صراع عسكري مباشر مع روسيا، إضافة إلى رفع التكلفة السياسية والعسكرية والاقتصادية على موسكو إلى مستوى غير مسبوق، من خلال سلسلة عقوبات لعزلها عالميا، وهذا ما فاجأ موسكو التي راهنت على إحجام الغرب عن فرضها، لاعتمادها على واردات النفط والغاز الروسية.
وأكدت أنه على الرغم من إنكار واشنطن تورطها بشكل مباشر في هذه الحرب، إلا أن روسيا مقتنعة بأن الغرب يخوض حربا بالوكالة ضدها، لإذلالها وهزيمتها ومنعها من تحقيق أهدافها في أوكرانيا، وأن الاستمرار في استفزازها قد يضطرها لدخول مواجهة عسكرية مع الناتو، ستكون حتما نووية، لأن روسيا غير قادرة على هزيمة الغرب تقليديا.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها لافتة إلى أن "مشهد الحربين العالميتين يتكرر من جديد، حيث يفشل القادة والساسة في تحكيم لغة العقل، ويحل الاندفاع، وقد تنفجر حرب عالمية ثالثة يدفع أثمانها الباهظة البشر، والذين لم يكن لهم دور في اتخاذ قرارها".