انطلقت أمس السبت، فعاليات اليوم الأول للدورة التدريبية الدولية المتخصصة للأئمة و الواعظات من دولة بوركينا فاسو بأكاديمية الأوقاف الدولية بحضور 20 إمامًا وواعظة، يشاركهم 10 أئمة وواعظات من الأوقاف المصرية.
عقدت المحاضرة الأولى للدكتور أحمد حسين، عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، بعنوان: "تصحيح المفاهيم"، وقدمها الدكتور أشرف فهمى، مدير عام الإدارة العامة للتدريب.
وأكد الدكتور حسين أن تصحيح المفاهيم هو ضرورة الوقت، فالفهم الصحيح يؤدى إلى التطبيق العملى الصحيح للدين، بينما الفهم الخاطئ يؤدى إلى التطرف والتعصب الدينى.
وأضاف أن قضية المصطلحات والمفاهيم قضية جوهرية، وكانت الشغل الشاغل للأئمة والعلماء والفقهاء، حيث حدّدوا المفاهيم بدقّة، فنجد علومًا شتى تقوم على فكرة المفاهيم، وليس هناك مفهوم مما شاع إلا وله تعريف وذكر لدى العلماء، فقضية توضيح وتصحيح المصطلحات والمفاهيم ضرورية لعمل الإمام والواعظة.
وأشار إلى أن هناك العديد من القضايا التى يرجع فيها إلى الأحكام الشرعية فى إطار قول النبى (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ اللهَ حَدَّ حدودًا فلا تَعْتَدُوها، وفرض فرائضَ فلا تُضَيِّعُوها، وحَرَّمَ أشياءَ فلا تَنْتَهِكُوها، وتَرَكَ أشياءَ من غيرِ نِسْيَانٍ من ربِّكم ولكن رحمة منه لكم فاقْبَلُوها، ولا تَبْحَثُوا عنها"، مؤكدًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يضيق على أمته فيما هو مباح.
مبينًا أن هناك من يحاول أن يسطو على المفاهيم والمصطلحات فيحملها ما لا تحتمل، ومن ذلك فعل بعض المتطرفين بتضليل أجيالٍ بفهمهم القاصر حول مصطلحات الجاهلية والصحوة، وانطلقوا يكفرون ويقتلون ويعتدون، مدَّعين كذبًا وزورًا أن هذا هو الدين، مستبيحين بذلك ما حرَّمه رب العالمين.
كما بين أن مصطلح التكفير لم ينتشر إلا بظهور الخوارج، وقد جاء النهى عن إطلاق هذه الكلمة، حيث قال النبى (صلى الله عليه وسلم): "إذا قال الرجلُ لأخيهِ يا كافِرُ باءَ بِه أحَدُهما"، مؤكدًا أن الجهل هو السبب الرئيس لاستعمال الخوارج لمصطلح التكفير، حيث إنهم لم يتجهزوا بعلوم السنة والشريعة فجعلوا للمرء دائرتين الإيمان والكفر، وفى الجانب الآخر فإن المعتزلة جعلوا الأحكام دائرة بين ثلاثة منازل الإيمان والكفر والمنزلة بين المنزلتين، وحكم كل من الخوارج والمعتزلة على كل من ارتكب ذنبًا بالخلود فى النار، سواء أكان هذا الذنب صغيرًا أم كبيرًا.
ووجه عميد كلية الدعوة الإسلامية الشكر لوزارة الأوقاف وللدكتور محمد مختار جمعة، على ضبطه للعمل الدعوى، وجهوده المتواصلة فى تدريب وتأهيل الأئمة والواعظات، مشيدًا بإغلاق وزارة الأوقاف الباب أمام المتطرفين وغير المؤهلين صيانة للمجتمع من العبث بأفكاره، والمساهمة الفاعلة فى بناء الوعى الرشيد.