كيف ينتصر الروبل رغم العقوبات الاقتصادية ؟ !

كيف ينتصر الروبل رغم العقوبات الاقتصادية ؟ !الروبل

اقتصاد29-5-2022 | 15:24

كشفت تقارير دولية صادرة عن هيئات اقتصادية دولية ووسائل إعلام عالمية أن العملة الروسية «الروبل» تواصل الصعود رغم توقعات انهيارها على وقع العقوبات الاقتصادية الدولية ضد روسيا، لتحقق ارتفاعات قياسية أمام العملتين الأمريكية والأوروبية ، «الدولار واليورو» ، وبحسب الإحصائيات التي أوردتها التقارير الدولية قفز ال روبل الروسي إلى أعلى مستوى في 7 سنوات مقابل اليورو وارتفع 30٪ مقابل الدولار، لتسجل العملة الأفضل أداءًا في العالم رغم العقوبات الاقتصادية الدولية.

وأشارت التقارير الدولية إلى أن ال روبل الروسي سجل مؤخرًا مستويين قياسيين من الارتفاع ، بتراجع سعر صرف الدولار، إلى ما دون مستوى 57 روبلا، للمرة الأولى منذ شهر أبريل من العام 2018، فيما انخفض سعر صرف اليورو إلى ما دون مستوى 60 روبلا للمرة لأول مرة منذ شهر أبريل من العام 2017.

الوقوف على أسباب وعوامل قدرة العملة الروسية على مواصلة الصمود والصعود إلى مستويات قياسية استوقفت المواطنين الروس قبل أن تستحوذ على اهتمام المؤسسات الدولية ووسائل الإعلام العالمية، السطور التالية تلقي الضوء على أهم ما جاءت به هذه التقارير.

ذكر تقرير صادر مؤخرًا عن وكالة رويترز العالمية للأنباء أن ال روبل الروسي حقق ارتفاعات قياسية مقابل اليورو والدولار رغم توقعات انهياره على إثر العقوبات الاقتصادية المفروضة ضد روسيا عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرة إلى أن ال روبل الروسي ارتفع خلال الأيام الأخيرة بأكثر من 6٪ مقابل اليورو، حيث ارتفع ال روبل بنسبة 6.3٪ ليتداول عند 58.75 مقابل اليورو، وهو أقوى نقطة له منذ أوائل يونيو 2015 ليسجل أعلى مستوى فى سبع سنوات تقريبًا، مدعومًا بضوابط رأس المال وأسعار النفط القوية ومستجدات على المنظومة الضريبة بنهاية الشهر الجاري.


الأفضل فى العالم


وأوضح التقرير أن ارتفاع ال روبل بنحو 30٪ مقابل الدولار هذا العام رغم العقوبات الاقتصادية الدولية ضد روسيا يجعله العملة الأفضل أداءً فى العالم، حتى وإن كان هذا الارتفاع مدعومًا بالضوابط المفروضة على العمل المصرفى فى روسيا منذ أواخر فبراير الماضي لحماية القطاع المالي من العقوبات الاقتصادية الدولية غير المسبوقة التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع حلفائها الأوروبيين ضد روسيا فى أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.


ولفت التقرير إلى أن شركات التصدير وهي الملزمة بتحويل إيراداتها من العملات الأجنبية بعد أن جمدت العقوبات ما يقرب من نصف احتياطيات روسيا من الذهب والعملات الأجنبية، تعد من أهم أسباب تعزيز مكانة ال روبل الروسي، مؤكدًا أن المطالب الروسية بأن يدفع المشترون الأجانب مقابل الغاز بال روبل ساهمت أيضًا فى ارتفاع ال روبل الأخير.
وأضاف التقرير، بحسب مؤشرات وتحليلات جهات مختصة، أنه على الرغم من احتمال أن يترك البنك المركزي الروسي والحكومة القيود سارية، إلا أنه من المحتمل أن يستمر ال روبل فى التعزيز بشكل أكبر على المدى المتوسط.


توقعات


وذكر محللو تينكوف للاستثمارات Otkritie Bank»» بحسب تقرير رويترز» أنه مع اقتراب فصل الخريف، قد يبدأ سعر الصرف فى الاستقرار بالقرب من مستوى 60ــ 65 حيث تتعافى الواردات ويحتمل أن يتم رفع القيود.
وبحسب محللي « Otkritie Bank» فإن ال روبل قد يرتفع إلى 55 مقابل الدولار فى غضون شهر قبل أن ينخفض إلى 70-80 بحلول نهاية العام.
وذكرت شركة BCS Express فى مذكرة بحسب تقرير رويترز أن توريد العملات الأجنبية من المصدرين، وارتفاع أسعار النفط، واقتراب موعد ضرائب نهاية الشهر الجاري عادة ما تدفع الشركات التي تركز على التصدير إلى تحويل عائداتها من العملات الأجنبية إلى روبل للوفاء بالالتزامات المحلية، مما يدعم العملة الروسية.


الأسواق المحلية


وكشف تقرير صدر مؤخرًا عن وكالة بلومبرج إيكونوميكس أن روسيا تمكنت من تحقيق الاستقرار فى الأسواق المحلية وحتى تجنب التخلف الفوضوي عن سداد الديون الأجنبية على أقل تقدير خلال الوقت الحالي، لافتا إلى أن ذلك يعني أنه إذا أراد تحالف الحكومات التي تعارض بوتين إلحاق الضرر بال روبل مرة أخرى، فسيتعين عليهم على الأرجح تغيير مسارهم.
وبحسب التقرير، أوضحت تحليلات كل من إلينا ريباكوفا وبنيامين هيلجنستوك، الاقتصاديين فى معهد التمويل الدولي، أن استقرار الأسواق داخل روسيا ليس بالأمر المستغرب فى ظل قدرة الاقتصاد الروسي والقطاع المالي الروسي على التكيف مع التوازن الجديد لضوابط رأس المال، والأسعار المدارة، والاكتفاء الذاتي الاقتصادي، مؤكدان أن ذلك يستوجب إعادة النظر فى العقوبات الاقتصادية الدولية ضد روسيا.
وأضاف التقرير أنه أصبح واضحًا أنه على الرغم من حزمة العقوبات واسعة النطاق بشكل لا يصدق على الحكومة الروسية ورجال الأعمال الموالين للرئيس بوتين، ونزوح الشركات الأجنبية، إلا أن هذه الإجراءات ستكون بلا جدوى إلى حد كبير إذا استمر الأجانب فى استهلاك النفط والغاز الطبيعي الروسي، وهو ما يعني استمرار دعم الروبل، حتى مع بقاء روسيا معزولة فى الغالب عن الاقتصاد العالمي.
وتتوقع بلومبيرج إيكونوميكس بحسب التقرير أن يحقق الاقتصاد الروسي ما يقرب من 321 مليار دولار من صادرات الطاقة هذا العام، بزيادة أكثر من الثلث عن عام 2021.


أوضح التقرير أن التعافى السريع لل روبل عزز من قوة الرئيس بوتين فى الداخل الروسي، وجعله يحقق انتصارًا كبيرًا على المستوى الاقتصادي، حيث يركز الكثير من المواطنين الروس على تقلبات العملة، حتى مع تعثر الجيش الروسي فى أوكرانيا.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2