بعيدًا عن نمط الحروب التقليدية، تلوح فى الأفق أنماط جديدة من الحروب يندر فيها استخدام السلاح منها حروب الطاقة والغاز، ومؤخرًا "حرب القمح".
التحذير المرعب، الذي أطلقه مؤخرًا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عندما قال إن خمس البشر معرضون لخطر الفقر والجوع بسبب الوضع الحالي فى سوق القمح ينذر بكارثة قاصمة للكثيرين، الأمر الذي دفع كل دول العالم أن تتحسس مخازنها وتؤمن مصادرها حتى لا تقع فريسة لهذه الحرب الضروس، التى حتى نفهم أبعادها ومن يحركها أو يتسبب فيها ومن سيكونوا ضحاياها يجب أن نعلم أن الصين تأتي فى مقدمة المنتجين بناتج محلي 131 مليون طن سنويا، تليها الهند 93 مليون طن سنويًا، وتأتي روسيا فى المرتبة الثالثة بـ 73 مليون طن فى السنة، وفى المرتبة الرابعة أمريكا، أما فى المرتبة الخامسة كندا، والسادسة فرنسا، والسابعة أوكرانيا، فهولاء هم السبعة الكبار فى عالم القمح وهم من يتحكمون فى هذه السلعة، التى باتت استراتيجية إلى مدى بعيد وخطير.
ومع بداية الأزمة الروسية الأوكرانية حظرت دول كبرى تصدير القمح إلى العالم، وظهر ما يعرف بـ " القمح مقابل السلاح "، حيث تستغل الدول الأوروبية أن أوكرانيا أحد أهم المصدرين للقمح، وتشترط على أوكرانيا إمدادها ب القمح مقابل إرسال السلاح لها - بحسب ما قالته وكالة "تاس" الروسية - حيث تقوم أوكرانيا بتصدير كميات ضخمة من الحبوب والذرة إلى رومانيا، مع السفن الذاهبة، وعلى طريق العودة يتم إرسال الأسلحة والذخيرة إلى أوكرانيا، هو أيضا ما أشار إليه كبير الدبلوماسيين فى الاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل" عندما قال إنه يجب مساعدة أوكرانيا على مواصلة إنتاج وتصدير الحبوب والقمح، وبما أن مرافق التخزين الأوكرانية ممتلئة الآن يجب إفراغها لإفساح المجال لـ "محصول جديد".
وأيضا أمريكا رابع أكبر منتجٍ للقمح فمن المتوقع أن تستخدم هذا السلاح مع الدول المستوردة منها، وتجعله مقابل الخضوع لها وكذلك روسيا، خاصة بعد كل العقوبات الأحادية عليها، كما أنه ليس بعيدًا بل متوقعًا أيضا أن تستخدم الهند نفس السلاح.
لذلك " القمح مقابل السلاح" بات أمرًا متوقعا فى ظل سخونة الأحداث الدائرة على الساحة العالمية، والعاقل هو من ينتبه لأمره ويؤمن احتياجاته، ومصر بفضل قيادتها الوطنية الواعية تنتبه لهذا الأمر المهم منذ فترة وتخطط وتنفذ من أجل سد الفجوة بين الإنتاج والاستيراد وتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية، وتعمل على تنفيذ المشروعات الزراعية الضخمة فى برامج زمنية قياسي.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن