أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد ،ضرورة البحث عن استراتيجيات توفر حلول جذرية لمواجهة التلوث في البحار و المحيطات ، مشيرة إلى أنه بالرغم من تعرض البحار و المحيطات إلى التلوث، إلا أن هناك 3% من البحار و المحيطات تبتعد عن الضغوط الناجمة عن الأنشطة البشرية، ومن هذا المنطلق تأتي أهمية إطلاق المباحثات الزرقاء لدمج المزيد من المجتمعات حول العالم والعمل على تقليل الضغوط البشرية وآثارها على التلوث في البحار والمحيطات.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة في الجلسة الحوارية الافتراضية التي عقدت تحت عنوان "الطريق إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات" في لشبونه، حول كيفية إدارة وحمايتها وصيانته النظم البيئية الساحلية والعمل على استعادتها، وذلك بحضور إيلينا بانوفا منسقة الأمم المتحدة، وأوتيانو جوف ماكوينجا سفير كينيا، ومانويلا فرانكو سفيرة البرتغال، بالإضافة إلى لفيف من الخبراء في هذا المجال.
وقالت وزيرة البيئة إنه لابد من معرفة التحديات التي تهدد استدامة البيئة البحرية، والنظر إلى المحيطات على أنها جزء من النظم البيئية الهامة ولا يتم النظر إليها بمعزل عن باقي النظم البيئية ،مع تطبيق نهج النظم البيئية وربطها ب تغير المناخ والتكيف والتخفيف على أن تكون أولوية قصوى في التعامل مع هذا الملف.
وقدمت الوزيرة التهنئة لحكومة البرتغال على عقد مؤتمر المحيطات والذي يعتبر من أهم المؤتمرات التي تتعامل مع هذه القضية الهامة ، مؤكدة على ضرورة النظر إلى ثلاثة جوانب هامة في هذا السياق أولها كيفية زيادة دمج وتنفيذ معايير الحفاظ على المحيطات، والتي تم تحديدها في إطار عمل التنوع البيولوجي لما بعد عام 2020 ،وثانيا كيف سيتم خلق مستقبل مشترك للجميع والذي يضع المحيطات على رأس الأولويات في مؤتمر الأطراف للتنوع البيولوجي cop15 ، وأخيرا كيف سيتم التأكيد على أن يتم حماية الموائل البحرية والمجتمعات المحلية التي تعتمد على البحار و المحيطات لكسب رزقها وتوفير وظائف مستدامة لهم.
وأعلنت وزيرة البيئة ، خلال الجلسة الحوارية، عن أهم الأحداث الجانبية " التنوع البيولوجي والطبيعة" التي ستعقد على هامش مؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية COP27 الذي تستضيفه مصر نوفمبر القادم بشرم الشيخ، حيث أن شرم الشيخ هي المدينة التي شهدت عقد مؤتمر الأطراف للتنوع البيولوجي cop14 ،وهي التي ستشهد عقد مؤتمر COP27 ، مؤكدة أن يوم التنوع البيولوجي والطبيعة، لابد أن يجمع كافة الحلول والأفكار التي سيتم مناقشتها في هذه المباحثات الهامة ومناقشة إطار عمل التنوع البيولوجي لما بعد 2020 ،وما هي أفضل الممارسات لحماية النظم البيئية والتنوع البيولوجي وكيف سيتم حماية البحار و المحيطات من الممارسات والضغوط البشرية ،وكذلك إيجاد فرص لدمج القطاع الخاص.
وأوضحت أن الاهتمام ب المحيطات يعد أمرا غاية في الأهمية حيث أن حماية المحيطات تعد حماية للتنوع البيولوجي ول تغير المناخ في نفس الوقت، مؤكدة أن مؤتمر COP27 سيكون مؤتمرا شاملا يجمع كافة الأطراف الشباب والمرأة والمجتمع المدني والجهات البحثية والقطاع الخاص.
من جانبها، أعربت إيلينا بانوفا منسقة الأمم المتحدة عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث ،مؤكدةً أهمية الحفاظ على الحياة في البحار و المحيطات لأنها تمثل الهدف رقم 14 من أهداف التنمية المستدامة ، حيث تواجه البحار و المحيطات الكثير من أنواع التلوث وتحتاج إلى الحماية ، كما أنها تلعب دوراً هاماً على كوكب الأرض فهي تمثل ثلثي مساحة كوكب الأرض ، وتعتبر أحواضا لامتصاص ثاني أكسيد الكربون حيث تحتوى على 30% من الكربون الذي يتم إنتاجه في العالم وتتضمن العديد من الأنواع البحرية الهامة والتي تمثل أحد أهم مصادر الغذاء للإنسان ، كما يعتمد حوالي 3 مليارات إنسان على البحار في غذائهم وهذا مورد هام يتعرض للتهديد من الأنشطة الإنسانية وانبعاثات الكربون ، وارتفاع مستوى سطح البحر وفقدان الأنواع البحرية.
وأشارت بانوفا إلى أن التهديدات تتزايد نتيجة للزيادة السكانية والنمو الاقتصادي وتزايد التجارة العالمية ونحتاج إلى زيادة الشراكات لحماية البحار و المحيطات من التلوث، وأنه حان الوقت لوقف التلوث البلاستيكي أحادي الاستخدام ، مشيرة إلى أن هناك العديد من الخطوات اتخذتها الحكومة المصرية في هذا السياق ، لدعم الاقتصاد الأزرق، مطالبة بإيجاد السبل التي تواجه الآثار السلبية للنمو السكاني والاقتصادي ونمو النشاط السياحي وكيفية دعم النمو المستدام لهذه الأنشطة .
وأكدت أن الأمم المتحدة تعمل جاهدة على حماية البحار و المحيطات حيث أعلنت عن " عقد الأمم المتحدة للبحار و المحيطات 2021_2030" وهذا يعني أن الأمم المتحدة تركز على إيجاد السبل العلمية والفنية لحماية البحار و المحيطات ، مشيرةً إلى مخاطر تغير المناخ على العديد من المناطق ، وكذلك المخاطر التي تهدد الشعاب المرجانية في البحر الأحمر.