السيناتور الأمريكي السابق ريتشارد بلاك هو فى الأصل رجل عسكري، منذ عدة سنوات ماضية وهو يدلي بتصريحات غاية فى الأهمية والخطورة، أهمية تصريحات السيناتور الأمريكي أنها تفسر الكثير من علامات الاستفهام التي شغلت العالم على مدى السنوات الماضية والتي ربما لا نجد لها تفسيرًا مقنعًا، أو حتى نفسرها لكن لا نجد الأدلة التي تؤكدها أو تنفيها، لكن ما يعرضه ريتشارد بلاك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن كل ما تعانيه الأمة العربية هو صناعة أمريكية مع سبق الإصرار والترصد!
فى محاضرته بمعهد شيللر العالمي ألقى بلاك الكثير من الضوء على ما يحدث فى سوريا وقال: لقد غزونا دولاً ذات سيادة مثل صربيا واليمن والعراق وليبيا و سوريا والصومال وأوكرانيا، لم يهاجمنا أي منهم، بل نحن هاجمناهم جميعًا، سوريا كان لها اقتصاد متوازن وأنتجت معظم سلعها الصناعية ووقودها ومنتجاتها الزراعية، الغرب يحب الإرهابيين الذين يمقتهم الشعب السورى،
فى عام ٢٠٠١، أمر وزير الدفاع دونالد رامسفيلد البنتاجون بصياغة خطط للإطاحة بسبع دول فى الشرق الأوسط بدءا من العراق ثم سوريا ولبنان وليبيا والصومال والسودان انتهاء بإيران، لم تعتد أي دولة منهم على الولايات المتحدة!
قال أيضا، فى مارس ٢٠١١ هاجمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ليبيا وأعدمت القذافى بوحشية، ثم سلمت الولايات المتحدة السيطرة على مطار ليبي إلى الأتراك الذين استخدموه لنقل أسلحة متطورة، وأرسلوها فى النهاية لتزويد الإرهابيين المجندين فى سوريا.
فى عام ٢٠١٣، قام قسم العمليات الخاصة فى وكالة المخابرات المركزية بتدريب وتسليح ودفع آلاف الإرهابيين للقتال ضد سوريا،
وفى مجموعة حلب دفعنا لأكثر من ألف رواتبهم وقدمنا لهم السلاح والتدريب، وعندما اختطفوا صبيًا فلسطينيًا صغيرًا كان يعالج فى المستشفى واقتادوه إلى الساحة المركزية فى حلب التي تطوقها القوات السورية فى شاحنة وأمسكوا برأسه وقطعوها ولوحوا بها للناس كتحذير
(لا تهربوا من حلب) لقد دفعنا رواتب كل رجل قطع ورفع رأس الصبي عاليًا!
المحصلة من كل هذا وغيره من تصريحات ومعلومات وسلوك أمريكي غير مفهوم فى هذه المنطقة يصل بنا لنتيجة واحدة، وهي أن الولايات المتحدة لا تريد للمنطقة العربية سلامًا ولا استقرارًا، وربما يعلم معظمنا هذه النتيجة، لكن ما حدث ويحدث فى سوريا ومن قبلها العراق وليبيا واليمن، وما كان مدبرًا حدوثه فى مصر، ومؤخرًا فى أوكرانيا ثم ما سنراه فى المستقبل فى تايوان والصين يؤكد أن الولايات المتحدة تسعى جاهدة لإشعال النيران فى أنحاء العالم، لكنها ربما لا تعلم أن هذه النيران من المؤكد أنها ستطالها ولو بعد حين، وعندئذ لن تقوم لها قائمة!