يرتبط في أذهاننا عند ولادة طفل جديد، بالبهجة والزينة والتهاني ، لكن قد تشعر الأم بالنقيض تمامًا، فيحفها القلق من كل الجوانب وتصبح على موعد مع شبح اسمه اكتئاب ما بعد الولادة.
يقول الأستاذ الدكتور على النبوي، أستاذ الطب النفسي جامعة الأزهر، أن من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة اعتقاد الأم أن الحياة مظلمة وأن المستقبل قاسٍ، وأنها عبء على زوجها وأولادها، والأفضل أن تقتلهم كي يستريحوا بدلا من المعاناة التي سيلقونها.
وأوضح النبوى ، يجب على أطباء النساء والولادة إذا لاحظ أن الأم حزينة أو تهذي بكلام غريب، فعليه أن يطلب استشارة الطبيب النفسي لتوقيع الكشف على الأم النفساء، وأيضا توعية الأهل، وتعزيز ثقافة الذهاب للطبيب النفسي .
وأشار أستاذ الطب النفسى، إلى أن هناك حالات كثيرة تمَّ علاجها بعد الولادة بمضادات الاكتئاب وتحسنت تماما، وبعض الحالات كانت تستدعي الحجز أيام قليلة في المستشفى وإبعاد طفلها عنها إلى أن تتحسن، وأضاف، بعض الحالات البسيطة يسمح لها برضاعة الطفل ثم إبعاده عنها؛ لأنه وجد أن الاكتئاب الشديد يجعل الأم تفكر في إيذاء رضيعها .
أما عن أهم العلامات التي تظهر مبكرا لاكتئاب ما بعد الولادة فيوضح الطبيب النفسى، أنه من تلك العلامات قلة الكلام واضطراب النوم وفقدان الشهية للطعام وعدم الاندماج مع الأهل والأقارب.
وبعض الحالات الشديدة قد تستدعي العلاج بجلسات الكهرباء، وهي تعطي نتائج رائعة ، حيث يقوم دكتور التخدير بتنويم الأم المريضة، ويقوم الطبيب بتمرير تيار كهربائي بسيط على المخ ثم تستيقظ الأم وتتحسن حالتها .