قال الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر السابق والمستشار العلمي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر إنه على الرغم من وضوح قيمة المرأة في الإسلام وتكريم الله وضمان الشرع الحنيف لحقوقها الاجتماعية والأدبية لها إلا أن أصحاب الأفكار المتشددة أزاحوا عن أعينهم حقيقة وضع المرأة ومكانتها المميزة في الإسلام وسعوا لاستغلالها وفقا لتحقيق أغراضهم السياسية والدنيوية.
جاء ذلك خلال الورشة التي عقدتها المنظمة بعنوان ( المرأة الإفريقية في نظر المتطرفين ودورها في مواجهة التطرف)، أون لاين عبر تطبيق ZOOM، والتي تم بثها عبر صفحة أزهر هوسا الموجهة إلى دول الناطقة بلغة الهوسا.
وأضاف الهدهد أن الشرع الحنيف كفل للمرأة حقوقها بما يناسب طبيعتها البيولوجية، مشيرا إلى أن مفهوم المساواة في الإسلام حقق فكرة التكافؤ بين الرجل والمرأة والتساوي في الحقوق، كل حسب القدرة التي منحها الله لكل من النوعين، فقوامة الرجل قوامة حماية ورعاية ومسئولية، وقوامة المرأة قوامة تربية للأبناء.
وأوضح أنه في العبادات الكل يتساوى عند الله، فنجد في الآية الكريمة "إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والصادقين والصادقات والصائمين والصائمات"، وأيضًا "ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة"، فلم يفرق الخطاب القرآني في الوصف ولا في التكليف بين الذكر والأنثى.
وأشار إلى أن ذاكرة التاريخ الإسلامي قد حفلت بنماذج وتطبيقات رائدة في تعلم المرأة بل وأستاذيتها بكثير من الصحابيات والتابعيات اللائي روى عنهن الرجال الأحاديث مثل (أسماء بنت أبي بكر الصديق - أسماء بنت عمير - جويرية بنت الحارث - حفصة بنت عمر - زينب بنت جحش)، فطلب العلم كان من شأن النساء في السلف الأول، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 50 امرأة حكمن الأقطار الإسلامية على مر التاريخ.
من جهتها.. قالت رحمة شريف عبدالمجيد مدير تليفزيون المنهاج الناطق بلغة الهوسا بنيجيريا وخريجة كلية الإنسانيات ب جامعة الأزهر إن المتطرفين ينقسمون إلى قسمين قسم حملوا السلاح ووجهوه إلى الوطن بأكمله، وقسم يعيش فيما بين الأفراد بأفكارهم الباطلة ويركزون على تكوين خلايا متطرفة تعتنق وتؤمن بأفكارهم، وهؤلاء يمثلون خطرا كبيرا لأنهم يعتنقون الأفكار المتطرفة لكثير من تعاليم الدين الإسلامي ويقومون بإصدار الفتاوى التي تصب في مصلحة التطرف والإرهاب.
وطالبت جميع المؤسسات الاجتماعية والدينية والتربوية للحد من توغل هذه الجماعات بأفكارهم الضالة والوقوف لهم، ليس دفاعًا عن المرأة و لا دفاعًا عن الرجل، ولكن دفاعًا عن السنن الكونية التي جاء الله سبحانه وتعالى بها، فهو سبحانه خلق الجنس البشري، الذكور والإناث ولكل واحد منهم دوره الذي يلعبه في الحياة.