تشهد مصر عهداً انسانياً ديموقراطياً جديدا بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي و لاشك في أننا جميعاً نسعد بإطلاق الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية من أجل أن نطرح الرؤى و الأحلام و الأمنيات القابلة للتنفيذ على أرض الواقع لننطلق إلى الجمهورية الجديدة بخطوات ثابتة واستراتيجية عمل تحقق لنا ما نحلم به من أجل هذا الوطن العظيم مصر .
و لاشك في أن هناك قطاع مجتمعي كبير يمثل أبطال الغسيل الكلوي او ما يسمى علميا " الإستصفاء الدموي " الذين ترتبط حياتهم بشكل اساسي بالتوجه الى وحدات الغسيل الكلوي ثلاثة مرات أسبوعيا طول العمر للحفاظ على حياتهم .
إن رحلة الغسيل الكلوي التي يمر بها هؤلاء الأبطال مليئة بالتحديات و الصعاب و المعاناة و الآلم و نفقات علاج لا يمكن أن تنتهي أبدا لذا وجب علينا و نحن نطرح رؤية جديدة لشكل حياة المجتمع المصري في المستقبل أن نستمع إلى هذه الشريحة المجتمعية الكبيرة والأولى بالرعاية أيضا .
إن أحلامهم بسيطة و طموحاتهم و طلباتهم يسهل تنفيذها على الفور فهي تتمثل في بعض الطلبات التي تعينهم على الحياة الكريمة.
أولا يحتاجون إلى سهولة تجديد خطاب الغسيل الكلوي للمرضى التابعين للتأمين الصحي لأن روتين تجديد الخطاب كل ثلاثة شهور يمثل بيروقراطية لا قيمة لها فالمريض علية ان يذهب الى جهة عمله ليحصل على خطاب تحويل من الإدارة التابع لها إلى الممارس العام في جهة عمله ثم يحصل على تحويل من الممارس العام إلى عيادة الكلى التابع لها ثم يذهب للعيادة ليقف في طابور طويل مع باقي المرضى على شباك الارشيف ليسجل خطاب التحويل ثم يتوجه لعيادة استشاري الكلى و ينتظره ثم يحصل منه على خطاب يتوجه به الى الاخصائي الاجتماعي ليحصل على خطاب تجديد جلسات الغسيل الكلوي ثم يتوجه الى مدير العيادة ليختم الخطاب و يتوجه به إلى مركز الغسيل الكلوي لتنتهي رحله المعاناة في الحصول على ورقة يسهل تجديدها مباشرة من مكتب مدير العيادة الطبية طالما ان المريض يجدد الخطاب فقط و ليس اول مرة مع العلم ان مريض الغسيل الكلوي لن تتغير حالته فهو يعيش على الغسيل الكلوي طول حياته .
ثانيا لابد من النظر في ثمن جلسة الغسيل الكلوي المادية التي يتم منحها للمريض بموجب خطاب تجديد الغسيل الكلوي لأن هناك اعداد كبيرة تتوجه إلى مراكز غسيل كلوي متنوعة يجدوا فيها ثمن جلسة الغسيل الكلوي ضعف قيمة خطاب تجديد الغسيل الكلوي سواء خطاب التامين الصحي أو خطاب القرار على نفقة الدولة مما يضطر المريض الى دفع فرق قيمة الجلسات من ماله الخاص و هي تمثل عبأ مادي كبير جدا بجانب نفقات العلاج الشهري لأن هذا الأمر مستمر طول العمر .
ثالثا موجود في قانون التأمين الصحي مادة تمنح المرافق لمريض بمرض معدي إجازة مدفوعة الاجر من جهة عمله الحكومية و تجدد بمعرفة التأمين الصحي فما بالكم بمريض الفشل الكلوي الذي يحتاج الى مرافق دائم له في تحركاته و الذهاب و العودة معه من و إلى مركز الغسيل الكلوي ثلاثة مرات اسبوعيا طول العمر اليس له الحق في تعديل لهذه المادة من القانون لتشمل المرافق لمريض الغسيل الكلوي ليحصل على اجازة مدفوعة الاجر من جهة عمله ليرافق هذا المريض البطل الذي خارت قواه من شدة هذا المرض .
كما يحتاج مرضى الفشل الكلوي إلى إصدار بطاقة هوية خاصة بهم تصدر من وزارة الصحة تمنحهم الحق في العديد من المزايا المجتمعية والأولوية في أمور كثيرة يعيشونها يوميا في المجتمع بعيدا عن كارت الخدمات المتكاملة الذي يصدر لذوي الاعاقة بمختلف انواعها لان هناك مرضى فشل كلوي ليسوا ذوي اعاقة و هم يفتقدون مزايا كارت الخدمات المتكاملة لذا وجب تحقيق احلامهم في هذا الشأن.
و نحن على بوابة الانطلاق الى آفاق الجمهورية الجديدة و على هامش الحوار الوطني الذي يشمل كل المصريين اتمنى من المسؤلين عن أجندة الحوار الوطني تضمين امنيات و طلبات و أحلام أبطال الغسيل الكلوي للحوار الوطني حتى نحقق عملا انسانيا يجبر به الله خاطرنا في الدنيا و يضيء قبورنا في الأخرة ونحقق قيمة مضافة حقيقية لقطاع كبير من أحبائنا وأهلنا من مرضى الفشل الكلوي في مصر .