على الرغم من استمرار تعثر المسار السياسى فى العراق وعدم تشكيل الحكومة الجديدة حتى الآن، إلا أن مصر ترى أن العراق بلد مهم ولديه مقومات الدولة القوية التى يجب أن تساهم فى حل المشاكل السياسية والاقتصادية، وبين وقت والآخر تعقد لقاءات مهمة مع المسئولين فى العراق ومؤخرًا التقى الرئيس العراقى برهم صالح فى بغداد مع كل من وزير الخارجية المصرى سامح شكري، وأيمن الصفدي، وزير خارجية الأردن، ولقاءات أخرى مع رئيس الوزراء.
وأكد الجميع على الاهتمام البالغ الذي توليه مصر والأردن لتعزيز أوجه التعاون المختلفة مع العراق سواء فى أُطرها الثنائية، أو عبر آلية التعاون الثلاثي باعتبارها نموذجًا للشراكة الاقتصادية، وتعضيدًا لآليات العمل العربي المشترك، وفى المقابل اعتبر العراق أن هذه الآلية تلبى تطلعات شعوب الدول إلى الازدهار والتنمية، كما تناولت اللقاءات سبل تعزيز علاقات التعاون الثلاثي فى مجالاتها المختلفة، وعكست اللقاءات اهتمامًا متبادلاً بضرورة مواصلة العمل على تضافر الجهود إزاء مُختلف التحديات التي تواجه المنطقة العربية، وسبل تغليب الحلول السياسية لها، ومن جانبهما، جدد وزيرا خارجية مصر والأردن التأكيد على الحرص الذي توليه القاهرة وعمان لأمن واستقرار العراق الشقيق.
ثم جاء توضيح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ليؤكد أن الوضع الأمني فى بلاده تحسن بشكل كبير عن الفترة الماضية، معربا عن رغبته فى تشكيل الحكومة العراقية الجديدة فى أقرب وقت ممكن، لافتًا إلى أن بلاده تمتلك فرصًا واعدة فى قطاعات الطاقة والزراعة والسياحة لتحقيق منافع ونهضة فى الاقتصاد العراقى.
وقال إن بلاده بها فرص واعدة للاستثمار، مؤكدًا أن بلاده ترحب بالمستثمرين المصريين والأردنيين خلال الفترة المقبلة، ومن المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة تحركًا عراقيًا لإنهاء أزمة تشكيل الحكومة التى تدخل شهرها الثامن على الرغم من وجود مبادرات أعلن عنها كل من زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وكذلك زعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، مسعود بارزاني.
وتأتى كل هذه المبادرات فى سياق إنهاء الأزمة السياسية ومحاولة عقد جلسة كاملة النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية، حيث ينص الدستور العراقي على أن انتخاب رئيس الجمهورية يتطلب حضور ثلثي أعضاء البرلمان، وهو ما لم يتحقق بسبب الخلاف الحاد بين التحالف الثلاثي الذي يتزعمه مقتدى الصدر و«الإطار التنسيقي» الشيعي الذي يضم قوى سياسية وعددًا من الفصائل المسلحة القريبة من إيران.
وبينما لم يتمكن تحالف الصدر الثلاثي من جمع أغلبية الثلثين فإن الإطار التنسيقي تمكن من تعطيل انتخاب الرئيس نتيجة امتلاكه الثلث المعطل.