أطلق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، مبادرة موسعة لمواجهة التكاليف الباهظة للزواج في محافظات الجمهورية، تحت عنوان "لتسكنوا إليها"، حيث تسعى المبادرة لتحقيق مجموعة من الأهداف التي تقضي على العادات السيئة والمتبعة في الزواج، أملًا في تيسير الأمور المتعلِّقة به، ومواجهة المغالاة في تكاليفه، خاصة في مثل هذه الظروف الاقتصادية، التي يعاني منها العالم أجمع، وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، واهتمام المجمع بالقضايا التي تؤرق المجتمع المصري.
وقال الأمين العام ل مجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عيَّاد - خلال المؤتمر الذي عقده اليوم، الأحد، لإطلاق المبادرة - إن المبادرة دعوة عامة لجميع الناس في محافظات مصر للتخلي عن هذه العادات التي تحول دون تكوين أسرة مستقرة وآمنة تحقق أهدافها وتبني مستقبلها، مشيرًا إلى أن المبادرة سوف يتولى نشرها بين الناس والدعوة إليها وعاظ وواعظات الأزهر في جميع محافظات مصر من خلال متابعة الأمانة العام للدعوة والإعلام الديني.
وأضاف أن المبادرة تتضمن عدة مراحل أولها تبدأ خلال فترة الخِطبة، وتسعى لترسيخ عدة مفاهيم أهمها قصر مراسم الخطبة على قراءة الفاتحة وحضور درجات القرابة الأولى و ضبط اللقاء بين المخطوبين بحضور الأهل، وعقد جلسة نقاشية أسبوعية بين الجانبين في إدارة أسرة المستقبل، والتقليل من الهدايا المتبادلة، لتظل رمزًا للمودة، لا للمفاخرة، ولا لتكون ضغطًا على أحد الطرفين، بالإضافة إلى الاتفاق على كل مصروفات وتكاليف الزواج خلال فترة الخطوبة وقبل كتب الكتاب.
وأوضح أن المرحلة الثانية للمبادرة، وهي مرحلة الإعداد للزواج، ويتم الدعوة من خلالها إلى الحصول على دورة مكثفة للزوجين في التأهيل الأسري، الاقتصار على كتابة المنقولات الفعلية التي يؤسس بها بيت الزوجية، دون مبالغة، واختيار مسكن الزوجية بالتوافق بين طرفي الزواج فقط، وعلى حسب الاستطاعة، دون تدخل الأسرتين، ودون شروط غير ضرورية، و تأجيل ما يمكن تأجيله من أثاث؛ حرصًا على التخفيف والتيسير، والاقتصار على الأجهزة الضرورية، دون اشتراطات وإلغاء الأجهزة الكهربائية غير الضرورية، والتي ينتج عنها مزيد من التكاليف.
وأشار عيّاد إلى أن المرحلة الثالثة تؤكد على إقامة مراسم الأفراح بصورة بسيطة على قدر الاستطاعة، وعدم التقيد بمظاهر ومغالاة مرهقة، وإلغاء عادات تكاليف الضيافة الباهظة وعدم المبالغة في الزيارات اليومية والعزومات المتبادلة والهدايا المرهقة أثناء التهنئة بالزواج.