أمل إبراهيم تكتب: لماذا نحب الذكريات؟

أمل إبراهيم تكتب: لماذا نحب الذكريات؟أمل إبراهيم تكتب: لماذا نحب الذكريات؟

*سلايد رئيسى1-2-2018 | 15:47

"جولة الكاميرا، نادى السينما ، العالم يغنى ، حكاوى القهاوى ، اخترنا لك " ...، كلها برامج متميزة بمجرد أن نتسمع إلى  موسيقى تترات المقدمة أو النهاية لها، تسرى قشعريرة هادئة فى  أبداننا وتتسع ابتسامتنا لأنها تأخذنا إلى منطقة جميلة كنا نعيشها ، وقتما كان اليوم يعرف اسمه من الحلقة أو البرنامج ، وننتظر بشغف موعده ونتابع باهتمام ونشعر بمتعة غريبة مازالت لها أماكن فى القلب والذاكرة.

رغم أن صندوق الذكريات غالبا معبأ بتفاصيل كثيرة وقنانى من الدمع المعتق إلا أننا جميعا نميل إلى اجترارها ، فى البيت ربما تكون الحكايات عن زمن مضى أمر متكرر ونوع من التسالى التى لا نمل منها، حتى برامج التليفزيون القديمة والأفلام الأبيض وأسود والأغانى القديمة كلما مر الوقت كلما أزددنا تعلقا بها ورغبة فيها حتى صغار السن والشباب والسؤال لماذا ؟

من المنطق أن نحب مانعاصره أو مايحكى عن مستقبل مازال فى الغيب، ولكننا على العكس نرجع  إلى الوراء ونبحث فى ألبومات الصور القديمة  كأننا على سفر وحان آوان العودة، نعيش مع ذكرياتنا ونستقبل رائحة الماضى، ونقلب الأوجاع ثم نتبعها بتنهيدة حارة، ونقول ما أجمل الماضى.

 وفى جلسات الدفء مع الصغار نحكى لهم عن مصروف الشهر فى عمر الصبا، وكيف كنا نتعامل مع الكبار وحكايات المدرسة، وقصص الحب، ونتباهى أننا كنا نرتدى فساتين مختلفة الموديلات، ولا يتم حشونا فى الفرى سايز كما يحدث الآن، لحظة إفاقة ننتبه أن العمر يمر بسرعة قطار لا يتوقف، وأننا كبرنا وأن هناك فارق كبير بين الأجيال وأن الأختلاف يزداد وضوحا بمرور الزمن.

الذكريات كتب تاريخ البشر الخاصة بكل فرد  لابد من دراستها جيدا وأن نستعيد الأخطاء والألام التى مرت وربما نعيد بعضها  مع مزيد من النضج والحذر.

ومهما حاولنا الكتابة أو التفكير فلن نصل إلى  تفسير لتلك الابتسامة، أو الدموع، التى نعايشها عندما تهل رائحة الذكريات أو أستدعاءها عن قصد أو المرور فى شوارعها وبيوتها وسكانها القدامى .

أضف تعليق