ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الثلاثاء أن الطبقات المتوسطة في أفريقيا تكافح من أجل مواكبة التضخم المتزايد حول العالم.
وأشارت الصحيفة الأمريكية - في تقرير عبر موقعها الإلكتروني - إلى أنه في فجر القرن الـ21 كان الأفارقة يشهدون حركة تصاعدية غير مسبوقة ، حيث قدر بنك التنمية الأفريقي في عام 2011 أن الطبقة الوسطى في القارة تضاعفت ثلاث مرات على مدى الـ30 عاما الماضية، لتصل إلى 313 مليون شخص أو أكثر من 34% من السكان في ذلك الوقت.
وسمحت سنوات من النمو الاقتصادي القوي للكثير من الأشخاص في القارة الأفريقية بالانتقال من الزراعة التقليدية إلى وظائف أكثر استقرارا مدفوعة الأجر، لكن أصبح هذا الاستقرار مهددا مع استمرار وطأة الأزمة الصحية العالمية "جائحة كورونا" و التضخم الجامح من جنوب إلى غرب إفريقيا.
ففي السنغال، تم إغلاق الحدود أثناء الوباء وتكبدت خسائر فادحة في عائدات السياحة مع تأجيل التنقيب في حقول النفط والغاز الجديدة والتي كان من المفترض أن تساعد في تعزيز مستقبل البلاد الاقتصادي.
ولفتت الصحيفة إلى أن العالم بأكمله يواجه أزمة اقتصادية لكن الأزمة في أفريقيا السوداء خطيرة بشكل خاص ، حيث يبلغ التضخم أعلى مستوياته منذ الأزمة المالية العالمية لعام 2008 وفقا لصندوق النقد الدولي.
من جانبه، قال الخبير في التنمية الدولية سيرين بامبا جاي، إنه "كلما طال الانكماش الاقتصادي زادت احتمالات الاضطرابات الإقليمية".
وتابع قائلا "يمكن أن يؤدي هذا إلى مشاكل اجتماعية من خلال النزاعات وأعمال الشغب وزيادة التوترات التي يمكن أن تضعف الدول الأفريقية"..
وأكد أن " أفريقيا على مفترق طرق وعلينا أن نجد السبل والوسائل لوقف هذا التضخم التصاعدي".
بدوره، صرح كبير الاقتصاديين بالإنابة في مجموعة بنك التنمية الأفريقي كيفين أوراما، بأن الحكومات المثقلة بالديون محدودة ، مضيفا أن التضخم الذي جاء في أعقاب الوباء يشبه حدوث زلزال أعقبته هزات ارتدادية، مضيفا أن "كل هذه الرياح العاتية العالمية تخلق تحديات ضخمة للبلدان".