الإسلام السياسي لم يعد له مكان فى مصر

الإسلام السياسي لم يعد له مكان فى مصرحسن زعفان

الرأى14-6-2022 | 17:45

الاتجاه إلى تغيير مفاهيم التدين التي عرفها المصريون منذ آلاف السنين وعبر ديانات مختلفة تعاقبت على مصر، لم يحدث تفكك أو احتراب داخلي أو تعصب على أساس ديني إلا فى حالات فردية لا تذكر، وكان الأساس هو حرية العقيدة وأن الدين لله والوطن للجميع، أما ما حدث منذ بداية القرن الماضى وظهور جماعة الإخوان وما إلى ذلك من المغالاة والتطرف خاصة الوهابية والسلفية ومن هم فى فلكها، واتفاقهم جميعا على تسييس الدين من أجل الوصول للسلطة واعتناق الفكر التكفيري، ومحاولة طمس الهوية المصرية الوطنية واستبدالها بهوية دينية متطرفة، تكفر الآخر ولا تؤمن بالأوطان.. حتى يتحول التدين المصري الوسطي الذي تعلمناه من مشايخ الأزهر عبر ألف عام إلى المنهج المتشدد القائم على أساس فكري منحرف.. حتى تم اختراق منبر الوسطية الأزهري منذ بداية السبعينيات بأفكار مشايخ البدو من أتباع ابن عبد الوهاب وما وفد إلينا من مشايخ باكستان وأفغانستان من أتباع فكر ابن تيمية والذين استطاعوا تشويه المنهج الأزهري الوسطى السمح.

حتى التصوف لم يسلم من الاختراق والتشويه إما ببدع لم نعرفها من قبل خاصة ما يخص شعائر شيعية وافدة علينا من غلاة الشيعة والذين لا هدف لهم إلا تشويه أصول التصوف المصري.. نعم التصوف المصري والذي يقدس أهل البيت دون تشيع أو مغالاة.. هذا هو إسلامنا الذي عرفناه على مذهب أهل السنة والجماعة.. وما تربينا عليه من مشايخنا القدماء سواء فى الكُتّاب أو المسجد.. قبل الغزو الوهابي
وما تمخض عنه من جماعات وشيع ما أنزل الله بها من سلطان.. جماعات سلفية وأخرى تكفيرية وجماعات للتبليغ وأخرى للدعوة.. وووو..

أقسم أن كل هذا التشتت والتشرذم لا هدف له إلا تشويه صورة الإسلام وخلق جيل من الشباب ضائع بين أصحاب هذه الأفكار الهدامة والتي تبتعد عن أصول الدين الإسلامي!! ببساطة ماذا يعني جماعة تدعو للهجرة فى سبيل الله؟! أي هجرة يقصدون وإلى أين يهاجرون؟!


والله لا أعلم لهم هدفًا إلا التشويه والتشكيك.. يقولون إنهم جماعة دعوية يدعون إلى الإسلام!! فى مجتمع مسلم يا سلام! يدعون إلى الإسلام فى بلد الأزهر!! فى مصر حامية الإسلام ذات الأربعين ألف مسجد.. يدعون إلى الإسلام فى مصر؟!

هؤلاء يتبعون فكرًا ضالاً وإذا كانوا جادين فى دعوتهم لماذا لا تكون هجرتهم إلى بلدان إفريقيا أو الهند أو أمريكا الجنوبية أو الصين.. هكذا يمكن أن نقتنع أنهم جماعة دعوية.. أما أن تكون دعوتهم للإسلام فى مصر!! فهذا هراء واستخفاف بعقول الشعب المصري المتدين بطبعه وطبيعته.. أقول لهؤلاء.. إنكم تبيعون الماء فى حارة السقايين..

مصر ليست فى حاجة لدعوتكم للإسلام..

مصر مسلمة وتعرف دينها جيدًا.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2