قالت مجلة ”بوليتيكو“ الأمريكية إن ” الحرب في أوكرانيا كشفت عن مبالغة الولايات المتحدة في تقدير القوة العسكرية لروسيا، كما قد تكون واشنطن مخطئة في استخفافها بقوة الصين“، على حد تعبيرها.
ورأت المجلة في تقرير نشرته يوم الأربعاء، أن ”فشل الولايات المتحدة في التنبؤ بشكل صحيح بكيفية أداء الجيشين الروسي والأوكراني في المراحل الأولى من حربهما المستمرة يغذي المخاوف في واشنطن من أن أمريكا قد تكون لديها نقاط عمياء كبيرة عندما يتعلق الأمر بالقوة القتالية لخصم قوي بشكل متزايد وهو الصين“.
ولفتت المجلة، نقلا عن مسؤولين في البيت الأبيض، إلى أن ”المخاوف تتزايد مع قيام وكالات الاستخبارات الأمريكية بإعادة النظر في كيفية تقييمها للجيوش الأجنبية“.
وقالت: ”المشرعون الأمريكيون هم من بين أولئك الذين طلبوا المراجعات الاستخباراتية، والبعض لديه مخاوف بشأن الصين على وجه الخصوص“.
وأشارت المجلة إلى أن ”الحكومة الصينية تتكتم عادة بشأن العديد من قدراتها العسكرية، ويُعتقد أنها تراقب عن كثب وتتعلم من بداية العملية العسكرية الفاشلة لروسيا في أوكرانيا“.
وأضافت أن ”بكين قامت بتفكيك بعض شبكات المخابرات الأمريكية، بما فيها إعدام أكثر من 10 مصادر لوكالة المخابرات المركزية منذ 2010“.
ونقلت المجلة عن مشرعين ومسؤولين في البيت الأبيض قولهم، إن ”المخاوف الأمريكية المتزايدة من أن الصين ستهاجم تايوان، جزء من جهد أوسع لتجاوز القوة الأمريكية في المحيط الهادئ، ما يعني ان موضوع القوة العسكرية لبكين أصبح أكثر
بروزا من أي وقت مضى“.
وتابعت: ”تتفاقم المخاوف بشأن عدم فهم الولايات المتحدة للجيش الصيني، من خلال حقيقة أن هذا الجيش لم يخض حربا منذ أكثر من 40 عاما، وأن الصين أجرت تحديثًا سريعا وشاملا لقواتها المسلحة خلال العقد الماضي“.
وأوضحت المجلة أن ”الصين تمتلك الآن أكبر قوة بحرية في العالم من حيث عدد السفن بقوة إجمالية تبلغ حوالي 355 سفينة بما فيها أكثر من 145 سفينة حربية كبيرة اعتبارًا من عام 2021″، وفقًا لأحدث تقرير سنوي للبنتاغون.
وفي غضون ذلك، نما جيش التحرير الشعبي الصيني إلى ما يقرب من 975000 فرد في الخدمة الفعلية فيما تضم قوة الطيران أكثر من 2800 طائرة، بما في ذلك مقاتلات التخفي والقاذفات الاستراتيجية، بحسب المجلة.
كما بدأت الصين في نشر أول نظام أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت في 2020، ومن المتوقع أن تنمو ترسانتها النووية إلى ما لا يقل عن 1000 رأس حربي بحلول عام 2030، وفقا للمجلة التي قالت إن ”واشنطن تتابع عن كثب التطورات في قوة الصين“.
وقال عضو لجنة المخابرات في مجلس النواب الأمريكي النائب جيم هيمز: ”من الصعب معرفة ما تنوي الصين فعله بهذه القوة العسكرية، لكن في نهاية المطاف، أعتقد أن هناك مجالًا كبيرًا لنا لسؤالنا عما إذا كان بإمكاننا التعلم“.
وأضاف: ”من الجيد على الأقل في ما يتعلق بالعوامل غير البشرية أن يكون لديك رؤية أوضح لما سيحدث في أوكرانيا وربما هناك دروس يمكن تعلمها هناك في ما يتعلق بالصين“.
وبدوره، قال النائب مايك كويجلي، وهو عضو آخر في لجنة المخابرات، إنه يشعر بـ“القلق“ إزاء التقييمات، مضيفا ”أفترض أن جيشنا لا يزال يذهب إلى المدرسة“.
كما أشارت المجلة في تقريرها: ”قبل غزو أوكرانيا، كان الشعور السائد بين المسؤولين الأمريكيين، هو أن جيش موسكو المحدث سيهزم القوات الأوكرانية بسهولة على الأرجح في أيام أو أسابيع“.
ولفتت إلى أن تلك التوقعات كانت جزئيًا نتيجة لتقارير المخابرات، والتي تركت على ما يبدو انطباعًا مشؤومًا عن قدرات روسيا.
وقالت المجلة: ”ردد محللون خارجيون هذه الآراء، واعترف بعضهم منذ ذلك الحين بأن التقييمات الأولية كانت غير صحيحة“.
وتابعت: ”لم يقتصر الأمر على صمود الجيش الأوكراني بل نجح في صد الروس.. كما بدا أن الروس ارتكبوا أخطاء أساسية، مثل الفشل في إنشاء خطوط إمداد قوية وتقويض الروح المعنوية بين الجنود بعدم إخبارهم حقيقة المهمة العسكرية في أوكرانيا“.
ونبهت المجلة إلى أن التقلبات في ميزان القتال في أوكرانيا جاءت بعد شهور من انهيار الجيش الأفغاني الذي دربته الولايات المتحدة خلال استيلاء حركة طالبان على أفغانستان، مضيفة أن ”تقييمات المسؤولين الأمريكيين لهذا الجيش أيضًا كانت مفرطة في التفاؤل في بعض الأحيان“.