دراسة.. تأثير الوحدة على الخلايا العصبية

دراسة.. تأثير الوحدة على الخلايا العصبية العزلة الاجتماعية

منوعات16-6-2022 | 12:19

العزلة الاجتماعية تشير إلى الغياب التام أو شبة التام للتواصل مع المجتمع فالإنسان بفطرته كائن اجتماعي لا يستطيع العيش بمفردة فهو يحتاج للآخرين لتكوين علاقات للتواصل معهم والتفاعل معهم ومشاركتهم اللحظات السعيدة وغيرها.

يتميز البشر بالقدرة على التواصل بكل أشكاله، والعيش ضمن أُسر وعوائل وجماعات، ويغلب على طباع البشر حب التواصل والتعارف والمشاركة، والحياة البشرية أساسها العلاقات بكل أنواعها.

وفق دراسات طبية عدة وجد أن طبيعة البشر تلك يجب أن تكون دائمة إلى حد معين، وأن بقائها فعالة جزء من الحفاظ على الصحة العامة والصحة النفسية، ومن ذلك نشأ مبدأ الدعم النفسي، ومجموعات الدعم الاجتماعية، وغيرها من طرق علاج الأمراض.

والعكس صحيح أيضاً، وحسب البحوث الطبية، تأكد أن عدم التواصل والانعزال عن الآخرين يشكل تهديد على الصحة ككل، وهذا ما اتضح للجميع خلال فترة كورونا، حيث نتج عن تلك الفترة عدد من الأمراض النفسية، وقلت المناعة لدى الكثيرين وبات من الصعب على آخرين التغلب على الأمراض الصحية.

العزلة الاجتماعية تؤثر على صحة كبار السن

العزلة الاجتماعية والصحة العامة

نمط الحياة الحديث وكثرة انتقال البشر للعمل، أوجد أعداد كبيرة ممن يعانون من العزلة الاجتماعية، سواء العزلة الاختيارية أو القهرية، الأمر الذي بات محط الدراسات والبحوث الطبية، ومنها الدراسة التي نشرها موقع "Health"، والتي أوضحت أن العزلة الاجتماعية وليس الشعور بالوحدة يمكن أن تسبب تغيرات في بعض هياكل الدماغ وتزيد من خطر الإصابة بالخرف، وأن العزلة الاجتماعية يمكن أن تستخدم كمؤشر لخطر الإصابة بالخرف.

هناك فرق بين العزلة الاجتماعية، وهي حالة موضوعية من الروابط الاجتماعية المنخفضة، والشعور بالوحدة، التي يُنظر إليها بشكل شخصي على أنها عزلة اجتماعية كلاهما له مخاطر على الصحة ولكن تمكنا من إظهار أنه العزلة الاجتماعية، وليس الشعور بالوحدة، وهو عامل خطر مستقل للخرف في وقت لاحق.

خطورة العزلة الاجتماعية

بالنسبة للدراسة، بيانات تصوير الدماغ لأكثر من 30 ألف شخص في المملكة المتحدة ووجدوا أن أولئك الذين تم عزلهم اجتماعيًا لديهم كميات أقل من المادة الرمادية في مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة والتعلم.

وبعد تعديل عوامل الخطر مثل الحالة الاجتماعية والاقتصادية، والأمراض المزمنة، ونمط الحياة والاكتئاب وعلم الوراثة، زادت احتمالية إصابة الأشخاص المنعزلين اجتماعيًا بالخرف بنسبة 26٪، وفقًا للدراسة.

وكان الارتباط بين العزلة الاجتماعية والخرف أقوى عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على60 عامًا.

العزلة الاجتماعية تسبب الخرف والزهايمر

وأوضح الباحثون أن الوحدة ارتبطت أيضًا بالخرف، لكن هذا الارتباط لم يكن مهمًا بعد التكيف مع الاكتئاب، وهو ما فسر 75٪ من العلاقة بين الشعور بالوحدة والخرف.

ووفقًا للدراسة بعد أن عرفنا الخطر على صحة الدماغ والخرف الناتج عن العزلة الاجتماعية، من المهم أن تتخذ إجراءات لضمان أن كبار السن لديهم اتصالات وتفاعلات مع الآخرين على أساس منتظم.

وأخيراً: يتضح لك أن أحد طرق الحفاظ على الصحة العامة والصحة النفسية، وحتى في التغلب على الأمراض، هي الانخراط في المجتمع ومشاركة الآخرين أفراحهم وأتراحهم، وممارسة الأنشطة المختلفة، والتواصل الفعال مع المجتمع المحيط، وأن العزلة خطر على صحة البدن وصحة النفس.

أضف تعليق