أبو عَبدِ اللهِ عُثمَانُ بْنُ عفَّانَ الأُمَوِيُّ القُرَشِيُّ هو ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام. يكنى ذا النورين لأنه تزوج اثنتين من بنات نبي الإسلام محمد، حيث تزوج من رقية ثم بعد وفاتها تزوج من أم كلثوم.
كان عثمان أول مهاجر إلى أرض الحبشة "إثيوبيا" ل حفظ الإسلام ثم تبعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة. ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة. وكان رسول اللَّه يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه وأخلاقه وحسن عشرته وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين والذين آمنوا بالله، وبشّره بالجنة كأبي بكر وعمر وعلي وبقية العشرة، وأخبره بأنه سيموت شهيدًا.
بويع عثمان بالخلافة بعد الشورى التي تمت بعد وفاة عمر بن الخطاب سنة 23 هـ (644 م)، وقد استمرت خلافته نحو اثني عشر عامًا. تم في عهده جمع القرآن وعمل توسعة للمسجد الحرام وكذلك المسجد النبوي، وفتحت في عهده عدد من البلدان وتوسعت الدولة الإسلامية، فمن البلدان التي فتحت في أيام خلافته أرمينية وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص. وقد أنشأ أول أسطول بحري إسلامي لحماية الشواطئ الإسلامية من هجمات البيزنطيين.
في النصف الثاني من خلافة عثمان التي استمرت لمدة اثنتي عشرة سنة، ظهرت أحداث الفتنة التي أدت إلى اغتياله. وكان ذلك في يوم الجمعة الموافق 12 من شهر ذي الحجة سنة 35 هـ، وعمره اثنتان وثمانون سنة، ودفن في البقيع بالمدينة المنورة.
ولد عثمان بن عفان في الطائف عام 576 بعد عام الفيل بست سنوات مات ابوه في الجاهلية وكان ابن عم سفيان بن حرب، اسلمت امه وماتت في خلافته حتى انه حملها بنفسه الى قبرها.
كان عثمان بن عفان غنيا شريفا قبل اسلامه، ومن احكم قريش عقلا ورأيا، وكان محبوبا ولم يسجد لصنم أبدا في حياته كما لم يذق طعم الخمر قط.
عمل عثمان بن عفان بالتجارة التي ورثها عن والده وأصبح من الرجال ذو المكانة في قريش كلها، لقب ب ذي النورين لزواجه من ابنتي الرسول عليه السلام رقية ثم أم كلثوم.
أسلم عثمان بن عفان وهو في الرابعة والثلاثين من عمره حين دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام عندما قال له "هذا محمد ابن عبد الله قد بعثه الله برسالته إلى جميع خلقه فهل لك أم تأتيه وتسمع منه؟ فقال: نعم، وعندما أتى عثمان سيدنا محمد قال: ياعثمان أحب الله إلى جنته فإنى رسول الله اليك وإلى جميع خلقه. فقال عثمان: فوالله ما ملكت حين سمعت قوله إن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبدالله ورسوله.. فكان من السابقين الأولين، وكان أول الناس إسلاما بعد أبو بكر وعلى وزيد ابن حارثة فهو رابع من أسلم من الر جال.
عذب عثمان بن عفان بعد إسلامه وظل مصمما على إسلامه وعندما اشتد الأذى بالمسلمين جميعا خاصة بعد مقتل ياسر وزوجته سومية، بدأت الهجرة إلى الحبشة وكان عثمان بن عفان أول من هاجر إلى الحبشة ومعه زوجته رقية ثم عاد ثانية إلى مكة واستقر بها حتى أذن الله بالهجرة إلى المدينة.
وكان النبى قد زوج رقية ابنته من عتبة بن ابى لهب وزوج اختها من عتيبة بن ابى لهب فلما نزلت سورة المسد ( تبت يدا أبى لهب وتب ما اغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد) أجبر أبو لهب وزوجته ابنيهما على فراق ابنتى النبى، ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما.
وحين سمع عثمان طلاق رقية بادر الى خطبتها وتزوجها وزفتها أم المؤمنين خديجة، وعن عبد الرحمن بن عثمان القرشى أن رسول الله دخل على ابنته وهى تغسل رأس عثمان، فقال لها " يابنية أحسنى إلى أبى عبد الله فإنه أشبه أصحابى بى خلقا ".
وحين خرج المسلمون الى معركة بدر وكانت رقية زوجة عثمان مريضة ملزمة الفراش فتلقى عثمان الأمر بالبقاء الى جوارها لتمريضها وحين توفيت حملها ودفنها في البقيع، وعندما عاد رسول الله من بدر اعتبر عثمان مشاركا لهم في الغنيمة والفضل والأجر كما عد عثمان من البدريين.
تولى عثمان بن عفان الخلافة بعد استشهاد عمر بن الخطاب ودامت خلافته 12 عاما، ومن أهم أعماله نسخ القران وشارك في الفتوحات الإسلامية.