السيد نجم : دراسة «العنف اﻹعلاني» تكشف دور التليفزيون الخطير في تكوين شخصية الطفل

السيد نجم : دراسة «العنف اﻹعلاني» تكشف دور التليفزيون الخطير في تكوين شخصية الطفلالعنف الاعلانى

فنون18-6-2022 | 16:22

قال الكاتب والناقد الأدبي د. السيد نجم في رؤية تحليلية إن العنف البشرى يعد حقيقة أبدية أزلية، وهو ما يتجلى في صور التعبير، مقابل عجز العقل عن قدرة الاقناع، وهنا تبدأ لحظات العنف، وتبدو هذه الحقيقة أكثر خطورة عندما تتجلى في وسائل اﻹعلام على ﺇختلاف أشكالها.

رصدت الناقد د.حنان عبدالمجيد العواك تلك الظاهرة في كتاب " العنف اﻹعلاني والسلوك العدواني للطفل" الصادر عن دار المفكر العربي في 172 صفحة ، برامج التليفزيون الحاوية على القتل والتدمير والضرب والسطو والهجوم على الشرطة، وبالعموم كل مظاهر العنف. أما وقد راجت الظاهرة بحيث أصبحت مطلبا للمحطات التليفزيونية فيما تشتري من أعمال درامية وغيره، رغبة صريحة منها في جب أكبر أعداد المشاهدة.


ربما من المناسب اﻹشارة ﺇلى دراسة استغرقت اجراؤها (22) عاما من منظمة اﻹئتلاف الدولي ضد العنف التليفزيوني، ﺇلى وجود علاقة مباشرة بين أفلام العنف التليفزيوني وارتفاع نسبة الجريمة.


لعل الأخطر هو ما سجلته الاحصاءات ؛ يتراوح ما بين 25% ﺇلى 50%من أعمال العنف في سائر بلاد العالم سببها مشاهد العنف في التليفزيون والسينما، وربما القسط الأكبر منها ينسل لافلام العنف الأمريكية، وهي وراء السلوك العدواني عند الأطفال داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها فى كل بلدان العالم.


وتشير الدراسة الى أن التليفزيون الفرنسى يجيء في الترتيب الثاني بعد الأمريكاني.. وخلصت الدراسة ﺇلى الاتي:


.. أغلب الجمهور يقلد مشاهد العنف من وسائل اﻹعلام.
.. اﻹحباط النفسى هو الذى يدفع لممارسة العنف بعد اكتسابه.
.. تلاحظ أيضا أن تكرار المشاهدة للعنف يكسب الطفل البلادة وعدم الرفض لظاهرة العنف.
.. ومقولة أن مشاهدة العنف يعتبر تنفسيا عن نوازع العنف داخل الفرد.. هي مقولة خاطئة.
هذا الكتاب هو قراءة في شروح بعض المصطلحات الشائعة وذات العلاقة بالموضوع مثل: العنف- اﻹعلان التليفزيوني- السلوك العدواني- الطفل.. وكلها يتم توظيفها بكثرة.
كما توقفت الكاتبة في فصل منفصل تحت عنوان ( العنف والسلوك العدواني).. بعرض العلاقة بين العنف والعدوان.. ثم العنف والارهاب.. ثم العنف والقوة.. ثم أخير العنف والجريمة، تلك الجريمة التي تعد النتيجة الطبيعية لاعلان عنيف ومشاهد في أزمة نفسية وتفاعل مع وقائع مؤلمة مما يتسبب في وقوع الجريمة بسهولة.

ﺇلا أن الباحثة تسجل المزيد من المعلومات عن العنف، وهي كما يلى:


.. العنف اللا عقلانى، أي غير المسئول.
.. العنف المنشأ ، الذي تلعب وسائل الاتصال دورا بارزا في ﺇحداثه.
.. العنف والانفعال، وهو نوع من الانفجار العاطفى.
.. العنف العقلاني، وهو أكثر أنواع العنف نضجا وفاعلية.


كما يأخذ العنف ثلاثة مستويات:


.. العنف اللفظي، وهو أقل المستويات ضررا.
.. العنف البدني، أي الضرب والتشاجر.
.. العنف التنفيذي، وهو الاشد قسوة حيث القتل والاغتصاب والتهديد بالسلاح..الخ.
أما بالنظر ﺇلى تأثير العنف في وسائل اﻹعلام على الأطفال، أشارت الباحثة ﺇلى تاريخ هذا المبحث على المستوى الرسمى (خارج مصر).. حيث ﺇشارت دراسة عام 1954م ﺇلى ﺇحتواء البرامج التليفزيونية على العنف وخصوصا في الدراما.. وهناك رأى بأن بداية الاهتمام كانت في الستينيات،. كما في كتاب " العنف في وسائل اﻹعلام" بالولايات المتحدة الامريكية.. وبدأت النقاشات السياسية بتكليف علماء الاجتماع لدراسة الظاهرة.

من نتائج البحوث التطبيقية في مجال العنف والطفل، كانت النتائج التالية:


.. هناك ما يثبت ممارسة العنف ضد الأطفال داخل الأسرة ( العنف الجسدي- والنفسي-. بواسطة الأبوين أو الاخوة او القائمين على البيت.
.. معظم تلك الممارسات داخل الأسرة غير مميتة، وﺇن سجلت حالات ضارة جدا بسبب الخضة وربما يموت الطفل المخضوض.
.. أحيانا يصبح التأديب وسيلة قاسية للعنف.
.. غالبا ما يصحب العنف الجسدي عنفا نفسيا.. وبالتالي يؤثر على نفسية ونمو الطفل مما قد يعيق نشكيل شخصية سوية.
.. كشفت الاحصاءات بوجود اعتداء جنسي على الاطفال من الاناث والذكور بنسب مختلفة (من 3 ﺇلى 30% فى 21 دولة تم اجراء التجارب فيها)
.. يقدر عدد الأطفال فى العالم الين يتعرضون للعنف ما بين 133 مليون و275مليون طفل، وقد يكون العنف متكرر في حالة شجار الام والاب.
.. كثيرا ما يتعرض الاطفال للعنف في الأوساط التعليمية وفي المدارس.. سواء من المعلمين أو العاملين بالمدرسة.
.. يبدو ان هناك اتفاق ضمنى من المسولين عن التعليم في الكثير من البلدان في العالم بقبول فكرة العقاب العنيف.
يخلص القارىء بعد مطالعة تلك الدراسة العلمية ﺇلى مجموعة من المعلومات والحقائق: أن للتليفزيون دوره الخطير والهام في تكوين شخصية الطفل وعلاقته بالآخرين.
حيث انتشرت برامج وحلقات درامية تروج للقتل والسرقة والارهاب ومهاجمة الشرطة بالضرب والتدمير والسطو والهجوم.


وقد حددت الدراسة هدفها بمتابعة : التعرف على معدل مشاهدة الأطفال للاعلانات التليفزيون- جدوى مناقشة الآباء مع الأطفال حول تلك المشاهد-وتابع البحث أكثر مشاهد العنف التي يتعلق بها الطفل- وما مدى تذكر الطفل لتلك المشاهد العنيفة- التعرف على البطل عند الطفل في تلك الاعلانات التليفزيونية- هناك دراسة للبحث عن الرابط بين تلك المشاهد وممارسة الطفل في الواقع- البحث عن مدى رغبة الطفل للتقليد.


كما ﺇنتهت الدراسة ﺇلى عدد من النتائج: أهم وسائل التعبير عن العنف هى تعبيرات الوجه وتمثل الثلث.. الشعور بالعداوة أهم السلوكيات التي تتضمن العنف.. أهم أنواع العنف الجسدي هي اتلاف الممتلكات.. أهم أنواع الغضب اللفظي هي حالات غضب وهياج ثم حالات الرفض ثم الاحتقار..أهم دوافع مشاهدة العنف هي اثبات القوة وتعمد الاذى.. اليد أكثر وسائل استخدام العنف ثم الأدوات الالكترونية ثم الأدوات المنزلية.. أكثر الأماكن يشاهد فيهاا العنف في المنازل.. أن مشاهد التعذيب جاءت في مقدمة مشاهد العنف..


وتتعدد النتاج والملاحظات وهو ما يضيف ﺇلى ما رصدته الدراسة حقيقة، أننا فى حاجة ﺇلى المزيد من تلك الدراسات اﻹجتماعية والطفل وخصوصا مع وسائل التقنيات الرقمية.

أضف تعليق