علينا نحن كمسئولين "الصدق"، وعليكم أنتم كصحفيين وإعلاميين "الفهم"..
وضع الرئيس خلال حديثه مع الصحفيين و الإعلاميين على هامش افتتاحه مشروع الإنتاج الحيوانى فى المنوفية معادلة تحقيق الهدف، الذى تحدث عنه وطالب به فى كثير من المناسبات، ألا وهو، "الوعي"، بمعنى أن يصل المواطن البسيط إلى درجة من الوعي تجعله يدرك حقيقة التحديات، التى تواجهها الدولة، وحقيقة ما يراه وما يدور حوله بشكل صحيح ويستطيع أن يفرز ويميز الحقيقى من المزيف، الثمين من الغث، الصدق من الكذب، ويستطيع أن يتقبل بأفق واسع وواعٍ ما تقوم به الدولة من أعمال وما تنفذه من مشروعات وما تضعه من استراتيجيات وخطط قصيرة وطويلة الأجل؛ لتحقيق التنمية المستدامة.
وأن يتكون لديه نوع من المناعة والحصانة من أى حراك يحدث حوله قد يكون هدفه الظاهر طيبا والخفى "خبيثا".
"صدق المسئول" الذى تحدث عنه الرئيس يفهم منه أن تكون كل المعلومات المتعلقة بموضوع ما أو مشروع ما متاحة بكافة تفاصيلها، وقد أشار الرئيس خلال حديثه وفى أحاديث سابقة إلى أن هذه المعلومات متاحة على المواقع والصفحات الرسمية للوزارات والهيئات وأيضا على الموقع الرئاسى.
هذه الإتاحة المعلوماتية، التى تحدث عنها الرئيس بلا شك موجودة ونطالعها جميعًا، لكنها فى الحقيقة ليست كافية بالقدر الذى يمكننا نحن معشر الصحفيين من تكوين وجهة نظر ورأى نصل خلاله إلى مستوى الفهم المطلوب، الذى بالضرورة يمكننا من مساعدة المواطن على تكوين حالة "الوعى" المطلوبة.
لو أن كل المسئولين فى الدولة يتحدثون بنفس طريقة الرئيس حينما يتناول موضوعًا أو مشروعًا ما، لكان الأمر مختلفًا.. الرئيس يتحدث بتفاصيل وأرقام وأسباب وأهداف ورؤية قريبة وبعيدة وتحديات ومعوقات ونجاحات وإخفاقات مغلفة جميعًا بحالة من الصدق الكامل تجعلك تصل إلى الفهم المطلوب، فتتمكن دون أى صعوبة من توصيل الفكرة والرؤية الصحيحة إلى المواطن لتتكون لديه نوع من الحماية والحصانة ضد أى محاولة للتشويه أو التزييف.
فى الحقيقة نواجه بعضا من الصعوبة فى الوصول إلى كم ونوع المعلومات التى تمكننا من الوصول إلى هذه الحالة من "الفهم" التى تحدث عنها الرئيس، بعض المسئولين قد نجد معهم صعوبة فى الحصول على المعلومات الكافية، خاصة أن كان الموضوع الذى يتم الحديث عنه أو تتناوله، يشوبه بعض القصور أو الإخفاق، وبعضهم يحاول من خلال بيان مقتضب على جروب الواتس آب الخاص بالوزارة أو المتحدث الرسمى تزيين الأمر وجعله يبدو كما يقال "كله تمام" حتى لا يظهر فى صورة المسئول المقصر أو غير الناجح.
الرئيس قال تحدثوا حتى وإن كانت هناك مشاكل حتى نصل معًا إلى حلول لها وهذه هى الفلسفة فى "صدق المسئولين" و"فهم الإعلام" الذى تحدث عنه الرئيس.
ليس كافيا أن نستعين بالمعلومات الموجودة على المواقع والصفحات الرسمية أو تصريحات المتحدث الرسمى، الذى غالبًا لا يقول سوى جملة "هذا هو المتاح حاليًا"، نحتاج معلومات أكثر وتفاصيل أكثر وتواصل مباشر فينعكس ذلك على شكل وطريقة وعمق التناول الصحفى للموضوع، بحيث نصل إلى الهدف المرجو وهو خلق حالة "الوعي" لدى المواطن.. الأمر فى غاية الأهمية.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن