أخذت رياح الخريف العربي تقتلع أوتاد الأوطان، حتى وصلت على أعتاب مصر التي استقرت أوتادها في جذور التاريخ، لتتبدد أحلام الطامعين، ويصنع الشعب المصري ثورة 30 يونيو المجيدة، التي أخذت مصر من الفوضي وإفشال الدولة إلى الاستقرار والبناء والتعمير، ثورة أنقذت مصر من السقوط في براثن التطرف والإرهاب وأعادت للوطن هويته الوطنية، التي تشكلت عبر العصور، ثورة محلية الصنع تشكلت بعقول وسواعد الشعب وساندها الجيش وقادها للنجاح زعيم ملهم صنع من تلك التجربة المصرية، تأثيرا إقليميًا وعلميا أبهر الجميع أنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي هتفت باسمه الجماهير في الميادين، فكانت تلبيته لأصوات الثائرين نجاة للوطن وأهله، تخرجهم من ظلمات التطرف لنور الحياة لتحيا مصر.
ونحن نقترب من العقد الأول لثورة 30 يونيو نجد أنفسنا اليوم شعبًا قد تحصن بهويته الوطنية ويحتمي بجيشه العظيم ويشيد المجد في كافة ربوع الوطن، فعلى عكس الثورات الريدكالية الهدامة التي اشتعلت في الأقاليم والتي هدمت الأوطان وأفشلت الدول، استطاعت ثورة يونيو أن تنتشل مصر من الإفشال الي البناء، تسع سنوات خاض الوطن خلالهم مسارات عمل صعبة لبناء جمهورية جديدة، باتت الآن صاحبة تأثير دولي وقرار إقليمي نافذ، فلم تقتصر نجاحات ثورة يونيو على الداخل المصري، فحسب بل امتد تأثيرها الإيجابي إلى مختلف دوائر المجتمع الدولي، فاستقرار مصر ونجاح تجربتها أمر ساهم في إيقاف المزيد من التطورات الإقليمية السلبية، بل أعطى مساحة لدول الإقليم التي تعرضت للفوضى، للتفكير مجددا وإعادة بناء مسارات جديدة لبناء الدولة الوطنية، التي برهنت التجربة المصرية أنها طوق النجاة لسلامة الأوطان، لهذا تكتسب القاهرة الآن مصداقية ومكانة متفردة تجعل منها نقطة تلاقي للحلول السياسية وعنصرا أساسياً وفاعلًا في إخماد الصراعات وإحلال الأمن والسلم في المنطقة العربية والإفريقية.
ثورة 30 يونيو أكسبت مصر مكانة دولية غير مسبوقة نتاج المنجزات الداخلية، التي تحققت على صعيد الاستقرار والتنمية، مروراً بالتأثير الإقليمي المعزز للسلام والإعمار، وصولا لاتزان بوصلة الدبلوماسية المصرية ما مكنها من خلق علاقات خارجية متزنة تحقق المصالح المصرية علي كافة الأصعدة، فعلينا أن نفخر بثورتنا التي صُنعت في مصر ويشهد العالم أجمع الآن بنجاحاتها وقدرتها على مواجهة تحديات الداخلية ومقاومة المتغيرات الدولية والإقليمية، فهي ثورة ثبتت أقدام مصر داخل المجتمع الدولي ومنحتها الثقل والمكنة التي تستحق.