مستقبل الطباعة الورقية

مستقبل الطباعة الورقيةسعيد عبده

الرأى25-6-2022 | 12:04

تمر الطباعة الورقية هذه الأيام بفترة من أصعب الفترات على مستوى العالم لعدة أسباب أولها الأزمة العالمية ثم كورونا وصعوبة الحركة والسفر، ثم حرب روسيا و أوكرانيا التي تعدت المائة يوم..

وهذا بالطبع ينعكس على التوزيع وآلياته وفرصة تواجد المطبوعات ووصولها إلى نقاط البيع فى ظل صعوبة وارتفاع تكلفة النقل والشحن والتأمين فى مختلف دول العالم.

وأيضًا ارتفاع التكلفة وأتحدث هنا عن المطبوعات الورقية العربية بمختلف أنواعها من صحف ومجلات يومية وأسبوعية وشهرية سواء داخل الدولة أو فى الانتشار على مستوى الوطن العربي ثم العالم.

أيضًا لدينا الكتاب والمجلات الدورية وتوقف معارض الكتاب لفترة إبان كورونا وارتفاع تكاليف الشحن والنقل، ثم نقص العائد بسبب تراجع التوزيع ونسبة البيع، من المطبوع بسبب صعوبة المنافسة مع الوسائط الجديدة من المواقع والمنصات وغيرها من وسائط حديثة غير مكلفة وتصل إليك لحظة بلحظة دون عناء، من خلال الموبايل أو التابلت ونجدها فى أي وقت وأسرع مما تتخيل بأكثر من طريقة عرض وتحليل مع الصورة التي تحقق الإشباع اللازم والوصول إلى الحدث أو الخبر أو المعلومة فى حينها بل تتبع الأحداث.. مع طلب المعلومات التي تريدها من خلال شبكة المعلومات الدولية لكن تقل مصداقية المعلومات أو توثيق ما تجده من معلومات مع هذه الشبكة أو المتداول فى أي وسيط.

ولذلك تظل المعلومات من خلال المطبوعات الورقية أكثر مصداقية وأيضًا الكتاب له مذاق مختلف لدى القارئ.

وهذا يتطلب تطوير المحتوى فى المطبوعات الورقية لتناسب احتياجات المتلقي أيًا كانت نوعية هذه المطبوعات الورقية.

فالعلاقة بين الناشر للمطبوعات والمتلقي علاقة يجب احترامها وتقديرها والعمل على تحقيق أكبر قدر من الإشباع للمتلقي فى هذه المطبوعة، وهنا يأتي التأثير من خلال المحتوى والمصداقية والتطوير وهناك أيضا عوامل أخرى فنحن فى المنطقة العربية نعتمد على الغير فى مصادر مدخلات الصناعة من ورق وأحبار وزنكات وأفلام وماكينات طباعية وتكنولوجيا حديثة، وهذا يؤثر فى التكاليف والتبعية وما يمكن أن يساهم فيه بعض المنتجين للخامات أو المدخلات فى الدول العربية يسير ولا يغطي أكثر من 20% من احتياجات السوق فى بعض الدول مثل مصر..

الآثار السلبية

نقص المطبوعات الورقية سواء الصحف والمجلات اليومى والأسبوعي والشهري وذلك لتراجع المبيعات.. وكذلك تراجع عدد المنافذ والموزعين لعدم تحقيق إيراد يغطي التكاليف.

توقف الكثير من المطبوعات وتحويل بعضها من ورقى إلى رقمي.. وهذا بداية الاختفاء.

خروج العديد من شركات التوزيع فى المنطقة العربية وعلى سبيل المثال من الصعوبة بمكان الوصول إلى شركة توزيع تتحمل مسئولية وصول المطبوعة وتوزيعها داخل كثير من الدول.

تحول بعض الشركات إلى خدمات لوجيستية وتخفيض العمالة فيها مع الاعتماد على الرقمنة فى عمليات التوزيع والتوصيل.

وصلت نسبة خروج الشركات وتوقف النشاط لأكثر من 80% من عدد الشركات العاملة قبل جائحة كورونا.

عدم دعم المطبوعات الورقية فى العالم العربي مع غياب اقتصاديات التشغيل يصنع مستقبلاً متوقعًا صعبًا.

عدم تدخل الدول والحكومات للمساهمة فى صمود المطبوعات الورقية وتوفيرها بالمكتبات من أجل إعداد جيل مهتم بالثقافة وله هوية.

ارتفاع تكلفة إنشاء منافذ جديدة أو مكتبات للوصول إلى القارئ فى كل مكان، وعدم تناسب منافذ التوزيع مع عدد السكان أو التوزيع الجغرافى للسكان فى معظم البلاد العربية مع ارتفاع تكاليف المعارض فى العالم العربي.. وضعف الاشتراكات الحكومية أو الأفراد..

قله الإحصائيات أو الدراسات الخاصة بالأسواق العربية مع دراسة اتجاهات القارئ لمعرفة رؤيته ومدى توافقها مع رؤية الناشر.. ضعف المحتوى لتكالب الكثير من المبدعين على دور النشر أو قيامهم بنشر المحتوى على نفقتهم فما زالت العلاقة بين الناشر والمؤلف غير سوية وتؤثر على الإنتاج الإبداعي وجودته.

مقترحات للحل

هي رؤى بسيطة كررنا كلمة المحتوى أكثر من مرة وهو من الأهمية بمكان فى أي وسيط سواء مطبوع أو رقمي لذا إذا تم التطوير ووضع المحتوى فى مكانه الصحيح لن يختفى الوسيط..

التطور هو شيء طبيعي وسنة الحياة ولو نظرنا فى التاريخ القريب نادرًا ما يلغى ابتكار ما قبله إلا فى حالة الجمود وعدم التطوير.. ولدينا أمثلة فى السينما والراديو وغيرها.

ضرورة التوسع فى إنشاء منافذ عرض جديدة للوصول إلى القارئ المستهدف.

ضرورة وجود صناعة وطنية لمدخلات الصناعة للتخفيف من الأعباء التي تثقل كاهل الصناعة وأيضًا تخفيض نسبة الاعتماد على الخارج..

أيضًا الاشتراكات وضرورة تنشيطها من المؤسسات الإعلامية القائمة فهي مسددة مقدمًا، ومن الضروري أن تشكل نسبة من المبيعات وأن توضع الخطط التنشيطية اللازمة لجذب عميل الاشتراكات مع حوافز له، وخدمات التوصيل التي يمكن أن نشمل معها خدمة الكتاب هي دعوة للبحث عن حلول ممكنة لقضية أصبحت ملحة جدًا.

أضف تعليق

أصحاب مفاتيح الجنة

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2