سعادته فى زواج نيرة بغيره !

سعادته فى زواج نيرة بغيره !حسين خيرى

الرأى28-6-2022 | 17:34

ويقسو الحبيب على نفسه،ويتنحى جانبا فى سلام، حين يرفضه الطرف الآخر، ويتسرب إلى قلب الحبيب شعور بالرضا والسعادة، وهو يشاهد الفرحة تكسو وجه محبوبه، برغم أن صدره يعتصر ألما، وهذا ما نشأنا عليه وعرفناه نحن وكثير من سكان الأرض عن نبل مشاعر من يذوب عشقًا.

ويساور دائمًا المحب شعور أنه لن يقدر علي العيش بعيدًا عن الطرف الآخر، غير أن المحب الصادق يقدس معنى التضحية، ويكبح جماح عواطفه أمام إصرار محبوبه على رفضه.

والتضحية عقيدة فطرية ثابتة لدى كل شخص يقدس الحب، ويكفر بعبادة ذاته، وتتجلى كذلك فى مشاعر الأمومة،وبمعنى آخر أن أي أم لا تستطيع اكتسابها سوى التي تعطي بسخاء، ولا تنتظر مقابلاً، ونفسها يملؤها الرضا.

وعلى النقيض أمهات تتخلى عن فلذات أكبادها فى مقابل المال، أو للحصول على لذة عابرة، والسبب خلو صدرها من الإنسانية، وبالتالي لا يتحرك لها قلب وأولادها ينامنون على الرصيف، ولا نستغرب عليها وحشيتها، وهي تذبحهم بيديها، وتتذرع وقت وقوع الفأس فى الرأس بمعاناتها الشديدة من ضغوط نفسية.

وإذا سرك النظر إلى شخص ينبض عطاءً، فسر على دربه، وأغرس بداخلك بذور التضحية، وظلل عليها بكنفك ، ومع مرور الأيام تُخاصم الأنانية، وتنبذها من أجل الحبيب، وقد يكون الحبيب فردًا أو أفرادًا.

وإذ بقائل يقول كيف تساوي تضحية الأم بعطاء المحب لحبيبه، أقول له تصفح أوراق التاريخ، وتمعن فى قصص الواقع من حولك، ترى كم من حبيب قدم عطاءً بلا حدود للمحبوب، وترصد من خلال الأوراق محبين يبذلون أرواحهم، حتى يعطوا قبلة الحياة لمن أخلصوا لهم الحب.

ومن بين الأورق نقرأ عن حكاية شخص تبرع بكليته لزوجته وآخر لصديقه بدون أدنى مقابل، وشخص ثاني يهرب النوم من عينيه حزنا على ضحايا سقطوا ظلما، شاهدهم على التلفاز، برغم أنهم يسكنون الطرف الآخر من الكرة الأرضية، لكنها مشاعر إنسانية غمرت صدره.

وماذا تقول عن ملايين فقدوا أرواحهم فداءً لأوطانهم؟! وماذا تقول عن رجل بُترت له ذراع فى سبيل نجدة طفل، وأقول للذي يستنكر مساواة تضحية الأم بعطاء الحبيب: لا تفقد الأمل، لا يزال غراس شجر المروءة فى قلوب الآلاف من البشر حول العالم.

وحين تمتلك الأجيال القادمة القدرة علي نزع الأنانية من نفوسها، نستطيع القول بأن الأمل قادم وسوف تمتد غراس شجرة التضحية فى قلوب الملايين من هذه الأجيال، وفى الزمن القريب نتطلع إلى مشهد جديد نرى فيه الذي أحب الطالبة نيرة، ينزوي بعيدا ليفسح لها الطريق، وتصبح سعادته من زواجها بغيره وقلبه يدمى دما.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2