قال الدكتور علي جمعة، المفتى السابق للجمهورية، إن الله أمرنا بالهدوء في الصوت والسمع والنظر، لنتخذ قراراتنا بحكمة، ونهانا عن ثقافة الضجيج حتي لا يختلط الحق بالباطل.
وأكد أن ثقافة الضجيج وراءها حزب الكافرين، ويحاول بها الأغبياء أن يصدوا عن كلام الله، وجعل الله في جانب المفسدين ضجيجًا وجلبةً وصيحةً، وعلامة على العذاب، قائلًا: "الضجيج ظاهرا وباطنا ممنوع في ديننا".
وأوضح جمعة "أمرنا الله سبحانه وتعالى بالهدوء في الصوت، وفي السمع، وفي النظر؛ لكي نتخذ قراراتنا بحكمة {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}. ونهانا عن ثقافة الضجيج حيث يتحول الإنسان فيها إلي شخص لا يفكر ولا يتدبر، ويختلط عليه الحق بالباطل، ويقف حائرا تافها تائها لا غرض له ولا هدف له في هذه الحياة الدنيا التي جعل الله لها هدفا ساميا"
وقال "وهو أن نعبده سبحانه وتعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} وأن نعمر هذه الأرض فأرسل لنا الرسل وأنزل الكتب، وأكد الوحي وأمر ونهى وحدَّ لنا حدودًا، وأن نزكي أنفسنا وأن نقيِّم أخلاقنا قال ﷺ:( إنَّما بُعِثْتُّ لأتَمِّمَ صَالِحَ الأخْلاقِ)، {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}."
وأشار جمعة: "ويوجه توجيها عاما في الحياة، ليس فقط في الكلام والصوت الذي يخرج في نطاق الآداب التي بين الناس، بل أيضا في النفس المدركة الناطقة التي عليها التكليف؛ يقول لقمان لابنه وهو يعظه: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }، ليس هذا فقط في الآداب الاجتماعية بل أيضا في كيفية التفكير؛ فإن هذا الصوت يجب أن يكون صوتا هادئًا فيما بينك وبين نفسك."