30 يونيو.. والتحديات الراهنة

30 يونيو.. والتحديات الراهنةسعيد عبده

الرأى2-7-2022 | 09:13

انطلقت ثورة 30 يونيو، قبل تسع سنوات لتغيير خريطة مصر تمامًا وصورة مصر فى الداخل والخارج فى إطار إعادة بناء دولة قوية قادرة على مواجهة التحديات الموجودة - آنذاك - والصراعات السياسية والانهيار الاقتصادى فى كل مفاصل الدولة، التى دخلت فى نفق مظلم بعد فترة حكم الإخوان وسيطرتهم على كافة نقاط صناعة القرار بل والإنتاج.

وكان تحديًا كبيرًا وصعبا، قام به الرئيس السيسي بناء على تكليف من الشعب بجميع طبقاته فى خروج ليس له نظير والمطالبة بالتخلص من هذه الفئة الباغية.

ومنذ ذلك الحين ويتم العمل بصورة لم يسبق لها مثيل فى كل مناحى الحياة، وخاصة التى تخفف الأعباء عن المواطن، وكانت هناك العديد من المشروعات القومية الطموحة غير المسبوقة، سواء فى مصر أو فى إفريقيا والشرق الأوسط، مثل مشروعات الرعاية الصحية ومشروعات الطرق وتطوير التعليم والخدمات والضمان الاجتماعى، التى تمتد إلى كل ربوع مصر والكل يعلمها والحديث عنها بالأرقام ويشعر به القاصى والدانى.

وذلك على الرغم من التحديات التى واجهت الدولة طوال الثمانى سنوات، وخاصة الخارجية منها، مثل الأزمة المالية العالمية، وأزمة كورونا، التى أثرت على اقتصاديات كل دول العالم، ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية ومازالت والتى سيكون لها آثار «بل بدأت» على كل إنسان على وجه الأرض. والسيناريو الأسوا لعام 2023 والتوقعات فى ظل أزمة الغذاء من جراء هذه الحرب وأزمة الوقود والعديد من الآثار، التى تتركها هذه الحرب على كل اقتصاديات العالم.

وعلى الرغم من كل تلك الأزمات التى ليس لنا فيها ناقة ولا جمل، تستمر عملية التنمية وأيضًا الاهتمام بالمواطن ورعايته ومحاولة تجنيبه هذه الآثار بالقدر المستطاع، منذ قدمت الدولة ملحمة فى إدارة العملية الصحية، أثناء أزمة كورونا ووفرت اللقاحات للمواطنين مجانًا، بل بدأنا التصنيع.

توفيق من الله

ازدواج قناة السويس والمشروع الذى قامت به الدولة بتوجيه من القيادة السياسية، والذي لطالما أثار الكثير من الجدل والأحاديث والتشكيك فى هذا المشروع وجدواه، وأنه ترف ولسنا فى حاجة إليه.

وتمر الأيام والشهور، ويثبت أن هذا المشروع كان له أثر كبير فى زيادة دخل القناة وأيضا سهولة مرور السفن واستيعاب الحركة الكبيرة، بعد حرب روسيا وأوكرانيا.. وزيادة الاعتماد على الوقود والتجارة القادمة من الشرق.

منتدى شرق المتوسط للغاز، والذى يجمع اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل، وأن تكون مصر محطة مهمة لتداول الغاز والبترول ومركزًا مهمًا للطاقة... وتشغيل محطتى إدكو ودمياط وأهميتهما فى مرحلة تسييل الغاز من هذه الدول.

أكبر عملية تطوير فى الشرق للشبكة الكهربائية وإنتاج الكهرباء لتوفيرها للمواطن واحتياجات البلاد فى التنمية بكل مجالاتها، وكذلك الاستثمار ومشروعاته وتوسع المصانع والربط مع الدول المجاورة مثل السعودية وأوروبا.

امتداد خط الغاز عبر الأردن وسوريا للوصول إلى لبنان وتصدير الغاز إلى هذه المناطق.

الاهتمام بالثروة المعدنية والبحث عن البترول والغاز وترسيم الحدود.. فى كل من البحرين المتوسط والأحمر للبحث عن مصادر الطاقة.

ولكن لابد من

السيطرة على معدل الزيادة السكانية التى تلتهم الأخضر واليابس من جهود التنمية، فنحن نزيد بحوالى 3 ملايين مواطن سنويًا، وهذا الرقم يمثل حجم دولة صغيرة، ويأكل كل جهود التنمية مهما رفعنا معدل النمو، فكل مولود يحتاج إلى تعليم وصحة وثقافة وسكن مناسب ورعاية اجتماعية ووظيفة، فهو عبء على الدولة إذا كان هذا المعدل موجودا وبزيادة مستمرة.

لابد أن ندق ناقوس الخطر، وبالذات فى الريف المصرى، سواء قبلى أو بحرى وتغيير العادات والتقاليد والعزوة فى الخلفة وغيرها من المسميات، وأهمها كل مولود يأتى برزقه، ولكن علينا فهم المشكلة ومحاولة المشاركة فى الحل جميعًا.. لأنه بدون ذلك لن تظهر جهود التنمية أو نشعر بها.

وفى كل محنة «منحة»

نعم بالرغم من آثار هذه الأزمات، وخاصة الحرب الدائرة الآن، إلا أن هناك فرصا من هذه الأزمة للبعض يجب استغلالها.

أن تصبح مصر قبلة للصناعات العالمية وإعادة تمركز مصر لتوفر المناخ المناسب.

أن تكون مصر مركزا إقليميا للطاقة.

إعادة تنشيط الصناعات الصغيرة والاهتمام بالتصدير، وهذا ما تفعله الدولة الآن.

جذب الاستثمارات العالمية فى كل المشروعات، وخاصة الإنتاجى منها، والتى تحتاج إلى عمالة.

اختيار الصناعات الموفرة للطاقة والصديقة للبيئة.

استثمار مؤتمر المناخ القادم بقدر الإمكان لصالح مصر والدول النامية، وخاصة الدول الإفريقية.

وأن نستثمر فى النهاية حافز 30 يونيو وثورتها لإعادة وجه مصر الجميل وتحقيق ما نصبو إليه بإذن الله.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2