« بوليتيكو » : الناتو متحد بشأن أوكرانيا .. ولكن إلى متى؟

« بوليتيكو » : الناتو متحد بشأن أوكرانيا .. ولكن إلى متى؟حلف الناتو

عرب وعالم2-7-2022 | 16:46

ذكر تقرير لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أنه على الرغم من الوحدة غير المسبوقة التي أظهرها زعماء دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" في موقفهم الداعم لأوكرانيا، فإن هناك مخاوف من أن تبدأ شعوبهم قريبا بالشعور بالإرهاق من الحرب؛ مما قد يؤثر على هذه الوحدة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن الناتو أظهر وحدة غير مسبوقة في مواجهة أحد أكبر التحديات التي واجهته على الإطلاق، لكن السؤال الآن هو إلى متى ستستمر هذه تلك الوحدة؟.


وأضافت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان لديه إجابة عن هذا السؤال، وهي "إلى أجل غير مسمى"، إذ صرح للصحفيين خلال مؤتمر صحفي في مدريد يوم الخميس "سنكون ملتزمين تجاه أوكرانيا وسيظل جميع الحلفاء ملتزمين تجاه أوكرانيا مهما استغرق الأمر لضمان عدم هزيمتها ... أمام روسيا".


ولفتت الصحيفة إلى أن تصريح بايدن يعبر بالتأكيد عن الشعور العام بعد أن وافق الناتو على تعزيز دفاعاته بشكل كبير بينما يمهد الطريق للسويد وفنلندا للانضمام إليه، "لكن التصدعات تظهر بالفعل في الجدار الذي بناه الغرب"، حيث يخشى قادة العالم من أنه قريبًا لن تكون شعوبهم مهتمة بالمعركة.


وفي تصريحات للصحيفة خلال قمة الناتو التي عقدت في مدريد قبل أيام، قالت رئيسة وزراء إستونيا، كاجا كالاس: "الإرهاق من الحرب قادم في كل مكان"، "إن الأمر متواصل منذ أربعة أشهر. وهناك تضخم مرتفع وأزمة طاقة. وكوفيد لا زال مستمرًا. لذلك أصبح هذا الأمر أكثر إشكالية". ومع ذلك، أضافت كالاس: " لا يمكننا أن نكل، لأنه يتعين علينا مساعدتهم في أوكرانيا في الدفاع عن بلدهم".


واعتبر التقرير أن الإرهاق هو بالضبط ما يعول عليه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إذ إنه يأمل أن يعاقب الناخبون قادتهم على قلقهم بشأن الأحداث في أوكرانيا بدلا من القلق بشأن المشكلات التي تتسلل بالفعل إلى الداخل.


وأشار التقرير إلى أن هناك بالفعل أخبارًا سيئة لبايدن تتمثل في استطلاع جديد للرأي طرح سؤالًا هو "من بين القضايا الآتية، ما الذي يجب أن يكون على رأس أولويات الرئيس بايدن؟" ومن بين 1000 مشارك في الاستطلاع، اختار 8 بالمائة فقط "ضمان هزيمة روسيا في أوكرانيا"، وكانت الإجابة الأكثر شيوعًا هي "خفض التضخم أو القضاء عليه" بنسبة 38 بالمائة. كما أن الخيارات "حل أزمة الطاقة"، و"خفض تكلفة الرعاية الصحية وإتاحتها بشكل أفضل"، و"شيء آخر" جميعها حصلت في الاستطلاع على نسب أعلى من هزيمة روسيا في أوكرانيا.
وأضاف التقرير أن اقتراب انتخابات الكونجرس النصفية بسرعة لا يجعل الموقف أفضل، حيث ستحتل القضايا المحلية مركز الصدارة، وسيتعرض الجمهوريون لضغوط من أجل مهاجمة بايدن بشأن الاقتصاد وللامتناع عن دعم قضية المقاومة الأوكرانية بحرارة.
أما في المملكة المتحدة، الدولة الأخرى التي تقود حملة الضغط على روسيا، استمرت السياسة في التعثر في أعقاب التحدي الذي واجهته زعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون الشهر الماضي.

ورغم أن جونسون اجتازه، لم يتوقف المتمردون داخل حزبه المحافظ عن محاولة الإطاحة به من السلطة هذا العام، وفقًا للتقرير.


وخلص تقرير الصحيفة إلى أنه بعد مرور أربعة أشهر من بدء الحرب، لا تزال العزيمة الغربية قوية، لكن إلى أي مدى؟ - وإلى متى؟ - هما أمران سيعتمدان على ما إذا كان أولئك الذين يضغطون من أجل استمرار دعم أوكرانيا يمكن أن يقنعوا شعوبهم بأن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم.

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2