أطلقت مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية، اليوم الأحد، ورشة عمل لبناء قدرات القيادات المركزية في الحكومة المصرية على المستجدات التفاوضية المتعلقة بالتغيرات المناخية، وذلك في إطار الاستعداد لقمة رؤساء الدول و الحكومات والمؤتمر السابع والعشرين للأطراف في إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 27)، المقرر عقده في شرم الشيخ خلال شهر نوفمبر المقبل.
وتستمر الورشة على مدار يومين بمشاركة خبراء من مصر وألمانيا، يستعرضون خلال جلسات العمل التحديات المناخية والمساهمات الوطنية في هذا الإطار، وخرائط المانحين لتمويل المشروعات المتعلقة بمواجهة التغيرات المناخية، وتخفيض الانبعاثات، والتحول نحو الطاقة الجديدة، ونتائج مؤتمرات المناخ السابقة، وما الذي يعنيه مؤتمر الأطراف كوب 27، إضافة إلى استعراض الاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ.
وأكد ريتشارد بروبست، الممثل المقيم لمؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية في القاهرة، "أهمية ورشة العمل كواحدة من الخطوات الى طريق الإعداد لمؤتمر الأطراف كوب 27، باعتباره فرصة لتجديد تعاوننا مع وزارة البيئة المصرية"، وقال في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، إن "قضايا البيئة و التغيرات المناخية ليست مهمة لمصر فقط، بل مهمة للعالم كله، وللأجيال المقبلة في المستقبل، حيث لا يمكننا العيش على حساب الأجيال المقبلة".
وأضاف بروبست إن "مؤسسة فريدريش إيبرت تعمل في مصر منذ نحو 45 عاما، ويتضمن عملها عدة مجالات متعلقة بالبيئة من المدن المستدامة، وجودة الطرق، وطرق الانتقال والمواصلات والطاقة المتجددة وغيرها، وهذا جزء من الدبلوماسية الأوروبية لمواجهة التغيرات المناخية".
بدوره أكد المهندس طارق شلبي، مدير عام تغير المناخ بوزارة البيئة، في كلمته نيابة عن الدكتور علي أبوسنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة، إن " التغيرات المناخية هي التحدي الأبرز في العصر الحديث، والذي يتطلب تعاملا جماعيا وفعلا من المجتمع الدولي بالتقارير العلمية والأبحاث التي توضح كيفية التأقلم مع هذه التغيرات المناخية، والتحرك لمواجهتها، وحشد الدعم المادي والتقني لتنفيذ هذه السياسات والخطط".
وأضاف شلبي إن "مؤتمر الأطراف كوب 27 في شرم الشيخ، سيكون محطة لاقتراح الحلول للتمويل والنشر العملي فيما يتعلق بالتغيرات المناخية".
وتحدث آرني ليتز، عضو البرلمان الأوروبي السابق، والخبير الدولي في المناخ والاستدامة، عن أهمية كوب 27 ، وقال إنه "فرصة للعمل والتعاون بين دول الشمال والجنوب، وبدء حوار ومناقشات جادة حول كيفية مواجهة التغيرات المناخية في كل المجالات، لنخرج بتصورات واضحة حول كيفية تخطيط المدن وبناء المستشفيات، وغيرها فالمناخ متعلق بكل أمور الحياة اليومية، والقمة المقبلة فرصة للنقاش على مستوى الشعوب والحكومات".
وأضاف ليتز إن "مواجهة التغيرات المناخية أمر مكلف جدا، فالتحول نحو الطاقة المتجددة يحتاج إلى تمويل ضخم"، مشيرا إلى أنه "في قمة الأطراف في جلاسكو كوب 26 تم تخصيص 8.5 مليار دولار لتمويل التحول في الطاقة في جنوب أفريقيا التي تعتمد على الفحم بنسبة 80% ، وحتى الآن لم يتم تنفيذ ذلك لعدم وجود خطط واضحة لأنفاق هذا التمويل"، وتابع "الدول الغربية مستعدة للتمويل لكن على دول الجنوب وضع خطط واضحة للتحول نحو الطاقة المتجددة ومواجهة التغيرات المناخية".
بدورها قالت لمى الحتو، خبيرة المناخ والبيئة، إن "وصول مصر إلى صفر انبعاثات ليس مستحيلا، رغم قلة التمويل لكن هناك مشاريع ناجحة في هذا المجال مثل محطة بنبان للطاقة الشمسية في أسوان، والتي تعد نموذجا في مراعاة احتياجات المجتمع".
وأضافت إن "العالم حقق على مدار 26 عاما الكثير في مواجهة التغيرات المناخية، لكن هذه العملية بطيئة وطويلة ومعقدة لأنها تتطلب إقناع جميع دول العالم باتخاذ إجراءات فعلية في هذا المجال، والقمة المقبلة في مصر ستكون مهمة جدا في استكمال العمل الدولي لمواجهة التغيرات المناخية".