الكل فى مصر وأنا منهم نترقب ما سيدور فى ذلك الحوار، الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي الدعوة، التي باركتها القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
فمن وجهة نظري المتواضعة أن وسيلة الحوار، تُعد من أرقَى وسائل التواصل مع الآخرين، وحسب تعريفات البعض للحوار فهو "فن من فنون الاتصال الهادف مع الغير، ولا يُحسن هذا الفن إلا أهل الحكمة والخبرة والثقافة العالية".
ولأني من المتحمسين لهذا الحوار ساقتني متابعتي، منذ الدعوة إليه، وحتى انطلاقه فى الأسبوع الأول من هذا الشهر، لمشاهدة علامات التفاؤل على وجه كل من يعي ويفهم معنى الحوار، وساقتني أيضا إلى عكس ذلك، حيث هناك من يظن أن الدعوة للحوار ضعف وهوان واستسلام!!
ألا يعلم هؤلاء أن دعوة الدولة ممثلة فى شخص رئيسها للحوار وهي فى عز قوتها، ورسوخ مؤسساتها، دليلا على أن الدول لا تُبنى إلا بالحوار، والتفاهم، وأن الدولة تريد بذلك مزيدًا من الحوار، من أجل مزيدًا من النجاح، والاستقرار والتقدم نحو مستقبل أفضل.
ودعوني أزيدكم من البيت شعرًا، بأن الدعوة للحوار جاءت أيضا من أجل أهداف، ربما أهمها هو الاصطفاف الوطني وراء الدولة فى مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، خصوصا التحديات الاقتصادية، التي خلفتها الأزمات والتي من أهمها بل وأخطرها جائحة كورونا، والأزمة الروسية - الأوكرانية.
لذا يجب علينا جميعًا الالتزام بآداب الحوار كالتحلي بالأخلاق الحسنة بإخلاص النية لله فى اتباع الصواب، والحديث بعلم وحُجَّة قوية وليس بالهوى والانتصار للذات، وضبط النفس، والحلم، والصبر، والرفق واللين، والاحترام والتواضع.. وغيرها من الخصال التي تُزيِّن الحوار وتجعله مُثمرًا.
وأظن أن كل ذلك سيتحقق بإذن الله بعد أن أسندت إدارة الحوار الوطني لشخص يتسم بالقبول، من قبل تيارات سياسية مختلفة، وهو الدكتور ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات، فضلاً عن إسناد أمانة الحوار لشخص مشهود له بالكفاءة فى عمليات التنسيق والترتيب، مثل المستشار محمود فوزي، الأمين العام للهيئة الوطنية للإعلام، بالإضافة إلى أعضاء مجلس أمناء الحوار الكرام، كل هذه الاختيارات المتوازنة، التي تتسم بالكفاءة والتنوع، تمثل بادرة أمل على نجاح هذا الحوار ومخرجاته. فمن أجل ذلك، ومن أجل الوطن أقول أهلا بالحوار.