الإعلام البديل !

الرأى9-7-2022 | 15:09

يرى البعض أن ال إعلام شهد تحولا كبيرا فى أدواته، ووسائله، وأهدافه، وأن هذا التحول كان على حساب ال إعلام "التقليدي"، صحافة وإذاعة، وتليفزيون لصالح ما سمى بـ " إعلام المواطن"، أو البديل.

وأيا كانت المسميات فالنتيجة أنه أصبح لدينا "إعلام" بسيط فى أدواته، سريع فى نشر الأخبار أو الحوادث أو الشائعات، خطير فى تأثيره إذا كان مغرضا!

والأهم.. أنه غير خاضع للسيطرة ولا الرقابة المسبقة، مثل وسائل ال إعلام التقليدية القديمة، كما لا يلتزم بقوانين أو قواعد سلوك أو مواثيق شرف، ولا يتطلب سوى "جهاز" تليفون حديث وعليه "باقة" نت، أو متصل بالواى فاى!، ثم يبدأ التشيير للشائعات، أو تطبيل أو تعريض أو نفاق.. إلخ!!

وبالطبع لا يخفى على أحد كيف لعب هذا ال إعلام البديل أو الجديد "دورًا بارزًا" فى أحداث يناير 2011!

كما أسيئ استخدامه من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة، فضلا عن نشر الشائعات والأخبار الكاذبة من قبل أجهزة ومخابرات أجنبية للتأثير على الرأى العام فى دول المنطقة!

وقد انتبهت معظم الدول لخطورة هذا ال إعلام الجديد، وشكّل بعضها ما سمى بـ "اللجان الإلكترونية" للرد السريع على الشائعات، مع نشر الحقائق الموثقة، فضلا عن نشر مواد التوعية والإرشاد فى محاولة للوقاية من وقوع البعض تحت تأثير الدعايات المغرضة!

أقول ذلك بمناسبة قرائتى لكتاب "ثورة ال إعلام البديل – المظاهرات والمتظاهرون" والذى أهدانى إياه الصديق د. حسن على وكيل آداب المنيا الأسبق.

والكتاب عبارة عن دراسة علمية لهذا ال إعلام الجديد؛ أدواته، وسائل تعبيره، ونتائج استخدامه، وخاصة: المظاهرات، والاحتجاجات، والإضرابات والاعتصامات.. إلخ، لقد درس د. حسن شعارات وهتافات المتظاهرين وأخضعها للتحليل العلمى الرصين، كما تعرض لممارسات هؤلاء المتظاهرين ومطالبهم الذى كانت أحيانا كثيرة تختفى خلف شعارات قومية برّاقة خادعة، وهو ما كشفت عنه دراسة الحالة "التطبيقية" لمظاهرات المصريين ضد الغزو الأمريكى للعراق عام 2003، فقد تعرضت شعارات المتظاهرين لبعض القضايا التى كان يعانى منها المصريون فى ذلك الوقت، ومنها: غلاء الأسعار، الفساد، الخصخصة، الحزب الوطنى، المطالبة بالتغيير السياسى.. إلخ

وعلى سبيل المثال، فقد رفع بعض المشاركين شعارات افتح يا سمسم، أهبش يا بيه.. هيه تكية ولا إيه؟

لقد استخدم د. حسن ذكاءه السياسى والاجتماعى وقت إجراء الدراسة وقال ما بين السطور ما يريد قوله، مع استنكار لبعض التصرفات والشعارات، بل إنه أهدى الدراسة – وقتها – إلى الرئيس مبارك الذى اتسع صدره لكثير من هذه المظاهرات، وأيضا إلى شباب مصر الذى يتمنى السلامة للوطن، ثم إلى عشاق الوطن.. ولم يفصح عنهم.

الخلاصة.. أن ال إعلام البديل ( إعلام المواطن) أصبح حقيقة واقعة، ولابد من تنظيمه ووضع قواعد لاستخدامه مع عدم تقييده إلا لمن يخالف النظام العام أو الآداب والعادات والتقاليد أو يعتدى على سرية الحياة الخاصة للمواطنين.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2