كشفت دار الإفتاء عن حكم صيغة التكبير المشهورة عند المصريين فى العيدين والتى تنتهى بالصلاة والسلام على الحبيب المصطفى، محمد صلى الله عليه وسلم.
جاء ذلك، ردا على سؤال: "ما صيغة التكبير فى العيدين؟ وما مدى صحة الصيغة المشهورة بين الناس بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم وآله وسلم فى آخرها، وهل تُعَدُّ بدعة؟".
وقالت دار الإفتاء: "التكبير فى العيد مندوب إليه وذلك كما قال تعالى: "وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ".. فورد الأمر بالتكبير مطلقًا، ولم يرد نصّ فى السنة يُقَيِّد هذا الإطلاق بصيغةٍ معينةٍ ملزِمة للأمة بحيث إن خالفوا فى ألفاظها كانت بدعة.
وقد اشتهرت صيغة: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد" عن كثير من الصحابة والتابعين، كما وردت الزيادة والاختلاف عليها عن بعض الصحابة والسلف رضى الله عنهم، حيث نقل الأإمام البيهقى فى "السنن الكبرى" عن ابن عباس رضى الله عنهما ذلك، فقال: وروينا أيضًا عن عكرمة عن ابن عباس.. وفيه من الزيادة: الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر وأجل، الله أكبر على ما هدانا".
واستطردت: "ولذلك قال الإمام الشافعى رضى الله عنه: "فيبدأُ الإمام فيقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر حتى يقولها ثلاثًا، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وإن زاد فقال: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، الله أكبر، ولا نعبد إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر- فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه".
وقال العلامة الجلال المحلّى: "التكبير مستحب فى العيد وصيغته المحبوبة: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد، ويستحب أن يزيد بعد التكبيرة الثالثة: كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، وفى "الروضة": وأصلها قبل "كبيرًا": الله أكبر، وبعد "أصيلًا": لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا الله، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده".
وتابعت الإفتاء: "وهذه هى الصيغة التى يُكَبِّر بها المصريون من قرون طويلة، ويزيدون عليها الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم فيقولون: اللهم صَلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا. وهذا كله خيرٌ ومشروع، فهو ذكر الله كما نصّ الإمام الشافعى على ذلك حيث قال: وكلُّ ما زاد على ذلك من ذكر الله أحببته.. فإن أفضل الذكر ما اجتمع فيه ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن الصلاة والسلام على النبى صلى الله عليه وآله وسلم تفتح للعمل باب القبول فإنها مقبولة أبدًا حتى من المنافق، كما نصَّ على ذلك أهل العلم؛ لأنها متعلقة بالجناب الأجل صلى الله عليه وآله وسلم".
واختتمت دار الإفتاء: "وبناءً على ذلك، فمن ادَّعى أن قائل هذه الصيغة المشهورة مبتدعٌ فهو إلى البدعة أقرب، حيث تَحَجَّرَ واسعًا، وَضَيَّقَ ما وَسَّعَهُ الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وقيَّد المطلق بلا دليل، ويسعُنا فى ذلك ما وسع سلفنا الصالح من استحسان مثل هذه الصيغ وقبولها، وجريان عادة الناس عليها بما يوافق الشرع الشريف ولا يخالفه، ونهى مَنْ نهى عن ذلك غير صحيح لا يُلْتَفَتُ إليه ولا يُعَوَّلُ عليه".