لم يكن يعلم الطالب الجامعى أنه سوف يدفع حياته ثمنًا لـ«شهامته»، وأنه سيقُتل غدرًا بعد أن دافع عن خالته رافضا معاكسة الجاني وسبه لها بأفظع الألفاظ وفق ما أوضحته والدت المجنى عليه قائلة : «أحسبه شهيدًا، راح وهو شغال، تربصوا به، (عضمة) ضربه بالخرطوش، وابن عمته نادى على ابنى، والتانى راقب لهم الطريق، ولاذوا بالفرار على موتسيكل بعد الواقعة، ونقلنا ابنى المستشفى، واتصفّى، بعدما قدمنا له 36 كيس دم»، مطالبةً بالقبض على شريكى «عضمة»، ومحاكمتهم جميعًا محاكمة عاجلة، «دول قتلوا ابنى الوحيد فى عز شبابه دون أى ذنب».
وقالت خالة المجنى عليه أنه كان طيلة عمره شهم وجدع وكان الابن الوحيد لوالدته وسندها بتلك الحياة، منوهة أنه لم يفعل شيئا سوى أنه رفض الغلط بعد أن قام الجانى بمعاكستها أثناء قيادته «توك توك» وسبها، فعندما دافع عنها قتلوه، مطالبة بالقصاص العادل من هؤلاء الجناه الذين حرموا هذا الشاب من عائلته وقتلوه فى عز شبابه دون أي ذنب اقترفه.
بداية الواقعة بحسب والدة المجنى عليه: «أختى كانت ماشية فى الشارع، و(عضمة) ماشى بـ(التوك توك)، تحرش بها لفظيًّا، وجارنا تصدى له، وحينها قال له الأخير: إنت ماتعرفش أنا مين وابن مين؟!، وبعدها أحضر أقاربه، وأمطروا المنطقة كلها بالرصاص والشماريخ، ولما ابنى صور جريمتهم، ووقف مع جارنا، وقال: هنعمل محضر، حطُّوه فى دماغهم».
عائلة «عضمة» هددت «العتمونى»، قائلة: «لو عملتوا محضر، هنقتل حد فيكم»، وتكمل والدة المجنى عليه: «فى الوقت ذاته هُمّه عملوا محضر، وفوجئنا بصدور حكم غيابى على ابنى وابن شقيقتى بالحبس 3 سنوات، إذ قدموا تقارير غير حقيقية تفيد بإصابتهم خلال مشاجرة».
أم طالب الألسن تقول: «قلنا هنتصالح معاهم، بكل الطرق السلمية حاولنا إنهاء الخلاف حرصًا على مستقبل ابنى، لكنهم أصروا إنه هو اللى يقدم الكفن والـ100 ألف جنيه والعجل مع جارنا اللى تصدى لـ(عضمة) وعندما رفض استشاط «عضمة» وعائلته غضبًا من ابني عشان رفض جارنا يقدم فدية وكفن ومبلغ مالى» ونفذوا تهديدهم لما ابنى رفض التصالح بهذه الطريقة ».
كان «العتمونى» يقول لأمه: «فى قانون فى البلد، وهناخد حقنا بيه، هنعمل استئناف على الحكم الغيابى، واحنا مش عايشين فى غابة عشان نقدم كفن وندفع فلوس وندبح عجل، كلنا ثقة فى جهات التحقيق، وهنقدم فيديوهات إطلاق الرصاص وترويع المنطقة كلها»، بحسب كلامها: «إحنا ناس غلابة، وابنى كان بيدرس وشغال، ولا له فى المشكلة من بدايتها، لكن شاف أنه عيب التخلى عن الجار وتركه فريسة للبلطجة».
وكان قد حذر عادل حسان _ والد المتهم _ ، طالب كلية الألسن، عمرو العتمونى، أمام مقهى بشبرا الخيمة، بحسب شهود عيان قائلًا له: «ابنى هيقتلك..اسمع الكلام، بعدته عنك كام يوم عشان تاخد فرصتك وتنجو بحياتك..قلت لـ(عضمة) ابنى، إديله مهلة 3 أيام، لو ما دبحش عجل وقدم كفن و100 ألف جنيه، اضربه طلقة واحدة».
«العتمونى» لم يأخذ الكلام على محمل الجد، وبعد المهلة، «أول ما فتح معرض موبيليا كان يعمل به جنب دراسته، وهو واقف ناداه شخص: يا (عتمونى)، وبمجرد أن خرج من المعرض، كان (عضمة) بيضربه بطلقة خرطوش، فرشت فى بطنه وفجّرت المعدة والكبد».
«العتمونى» لفظ أنفاسه بعد 3 ساعات من وصوله إلى المستشفى، وقبل صعود روحه إلى بارئها، قال لأمه التى احتضنته وهو غارق فى دمائه: «شفتى يا ماما (عضمة) نفذ تهديده، ضربنى بالخرطوش، وكان معاه ابن عمته، اسمه (عبدالله)، وواحد تانى قريبهم، وكانوا مُلثَّمين».
فيما سادت حالة من الحزن بين الأهالي بعد ما انتشر خبر وفاة «العتمونى» فى المستشفى بين الأهالى وعلقوا «بوسترات» تحمل صورته، وشُيعت جنازته بحضور المئات، وإحدى الجيران كانت تقول: «كان بيعمل خير كتير، بنتى يتيمة كان بيساعدها»، وفى الوقت ذاته أكد الجيران، بعد رحيل عائلة «عضمة» عن المنطقة: «أكثر من مرة روّعونا وفزّعونا بمشاجراتهم بضرب النار».
تلقى اللواء غالب مصطفى مدير أمن القليوبية، إخطارًا من مأمور قسم أول شبرا الخيمة، يفيد بتلقيه بلاغًا بوجود مشاجرة وسقوط قتيل بشارع الخمسين دائرة القسم.
تم تشكل فريق بحث بقيادة المقدم أحمد عصر رئيس مباحث قسم أول شبرا الخيمة تبين مصرع "عادل " 24 سنة بطلق نارى بسبب معاكسة خالة المتوفى فتاة وتبين وراء الواقعة " ع م ح".
وعقب تقنين الإجراءات وإعداد الأكمنة تمكنت قوة أمنية وتم ضبط المتهم ويدعى " م ع.م" وشهرته عضمه وبحوزته السلاح المستخدم فى الواقعة.
وبمواجهة المتهم اعترف بارتكابه الواقعة وأقر بحيازته للسلاح المضبوط، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق والتي قررت حبس المتهم «عضمة»، وطلبت ضبط وإحضار متهمين آخرين.