ضجر الشعب وسئم إقطاعا كان ينهش الاقتصاد ومحتلا غاشما أضاع البلاد وضيق على العباد، فكانت الشوارع والأزقة تقاوم ولكن دون جدوى، حتى قرر الأحرار الاستجابة لنداء الوطن وأنينه، فخرج من رحم جيش مصر العظيم رجال استطاعوا أن يحرروا البلاذد من الظلم والظلمات ، فكانت ثورة 23 يوليو 1952، التي حررت الوطن من الاستعمار وقضت على الإقطاع ودشنت الجمهورية الأولى؛ لتنتقل مصر بعدها إلى فصل جديد من تاريخها المعاصر شهد العديد من المنجزات وأيضا التحديات، التي حاولت إعاقة مشروع الجمهورية الأولى كالعدوان الثلاثي وغيره من المعارك والحروب السياسية والعسكرية وأيضاً الاقتصادية، التي خاضتها الدولة المصرية حتى انتصرت لجمهوريتها انتصــارًا مجيدًا فى 2 1973.
الجمهورية المصرية، التي تأسست عقب ثورة 23 يوليو عبرت عن ملامح الدولة الوطنية والهوية المصرية، حيث كانت ترتكز على تلك الأعمدة السبع للهوية المصرية، أيضا عبرت عن العلاقة الاستثنائية بين الجيش والشعب، التي تمثل حائط الصد الحقيقي لهذا الوطن فى التصدي لكل المخاطر، ملامح تتطابق وما حدث إبان ثورة 30 يونيو 2013، التي كانت ميلاد ومهد الجمهورية الجديدة، وبين هذا وذاك يكمل الشعب المصري المسار، الذي رسمته الجمهورية الأولى وهو بناء دولة مصرية قوية سياسيًا واقتصاديًا وذات تأثير إقليمي ودولي فعال ومعزز للسلام والاستقرار.
نحتفل اليوم بالذكرى السبعين ل ثورة 23 يوليو المجيدة وقد انطلقت مصر نحو جمهورية جديدة ترتكز على مكتسبات الماضي، التي حققتها الجمهورية الأولى وتطمح نحو مستقبل يحقق آمال وتطلعات الشعب المصري العظيم، جمهورية تتسع للجميع وتؤمن أن العالم أيضا يتسع للجميع.