واشنطن بوست: رغم الإطاحة بالرئيس.. سريلانكا لم تزل تتأرجح بين شقى رحى أزمات كارثية

واشنطن بوست: رغم الإطاحة بالرئيس.. سريلانكا لم تزل تتأرجح بين شقى رحى أزمات كارثيةالمظاهرات فى سريلانكا

عرب وعالم23-7-2022 | 16:17

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر، اليوم السبت، الضوء على التطورات السياسية الأخيرة في سريلانكا، مؤكدة أنه رغم الإطاحة بالرئيس السابق جوتابايا راجاباكسا لم تزل البلاد تتأرجح بين شقى رحى من الأزمات الطاحنة التي قد تُدمر مستقبلها لسنوات قادمة.

ودعت الصحيفة، في مستهل تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس الجديد رانيل ويكرمسينج إلى مواجهة الاضطرابات التي نجمت عن أزمتي وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" والعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وقالت "إنه عندما طارد المتظاهرون الرئيس السابق راجاباكسا وطالبوا بتنحيته من منصبه هذا الشهر، أصبحت حكومته الأولى في العالم التي سقطت بشكل كبير بسبب الضربة المزدوجة للوباء والتداعيات الاقتصادية لأزمة أوكرانيا ورغم اختيار ويكرمسينج من قبل البرلمان في هذا الأسبوع لتولي رئاسة البلاد، إلا أن هذا الأمر لم يفعل الكثير لتخفيف الضائقة الاقتصادية التي جلبت عشرات الآلاف من السريلانكيين إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد".

وأضافت: أن "ويكرمسينج رئيس الوزراء السابق لست مرات، ورث دولة مفلسة ذات اقتصاد منهار ويواجه الآن مهمة شاقة؛ حيث تخلفت البلاد عن سداد ديونها الخارجية البالغة 51 مليار دولار في مايو الماضي وامتدت طوابير الوقود لأميال على طول شوارع كولومبو، كما دفع تضخم أسعار الغذاء الناس إلى براثن الفقر والجوع وانخفضت قيمة العملة في البلاد بشكل حاد".

وقال العديد من الاقتصاديين، في تصريحات خاصة للصحيفة، "إن الخطوة التالية ل سريلانكا لابد أن تتجه نحو تأمين حزمة الإنقاذ السريعة من قبل صندوق النقد الدولي، والتي كانت قيد المناقشة منذ أسابيع".. وقد أكد الصندوق، في بيان صدر في نهاية زيارة قام بها وفد تابع له إلى كولومبو في يونيو الماضي، أن أهداف برنامج الدعم ستكون استعادة استقرار الاقتصاد الكلي والقدرة على تحمل الديون بالتماشي مع تنفيذ الإصلاحات وحماية أفقر الناس.

ورأت الصحيفة أن العالم ينظر الآن إلى سريلانكا بوصفها "جرس إنذار"، ما دفع كريستالينا جورجيفا المديرة الإدارية لصندوق النقد الدولي إلى إصدار بيان خلال قمة مجموعة العشرين التي انعقدت هذا الشهر تضمن توقعات قاتمة حول احتمالية أن تواجه البلدان ذات مستويات الديون المرتفعة والفضاء المحدود للسياسات ضغوطا إضافية، لافتة إلى أن سريلانكا علامة تحذير واضحة للغاية حول هذا الأمر.

ونوهت الصحيفة بأن سريلانكا، التي كانت تعتبر في يوم من الأيام قصة نجاح في تأمين مستويات عالية من التعليم والمعيشة لشعبها، يمكن أن تكون الآن الأولى من بين مجموعة من البلدان النامية التي ستواجه موجه كبيرة من عدم الاستقرار السياسي.

ومن جهته، قال ناندالال وييراسينجي محافظ البنك المركزي السريلانكي، هذا الأسبوع، "إن الموارد الخارجية السائلة المتاحة لدى البنك المركزي تكاد تكون معدومة.. فالدولة استخدمت جميع موارد النقد الأجنبي المتاحة لاستيراد الغاز، وقامت بالكاد بتأمين إمدادات الوقود للأسابيع القليلة المقبلة".

وأبرزت الصحيفة الأمريكية أن أزمة الطاقة أدت إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى حرمان الملايين من الناس من الغذاء، كما أظهرت بيانات البنك المركزي أن أسعار المواد الغذائية أصبحت أعلى بنسبة 80% مقارنة بالعام الماضي.

وقال كولين هندريكس الزميل الأول في معهد "بيترسون" للاقتصاد الدولي "إنه في حين أن سريلانكا ليست الدولة الوحيدة التي شهدت اضطرابات اقتصادية ومن ثم احتجاجات شعبية على تدهور الأوضاع، إلا أن حجم وتأثير انتفاضتها كان مذهلا".

أضف تعليق

إعلان آراك 2