ما حكم التشاؤم من بعض الأرقام والأيام؟.. الإفتاء توضح

ما حكم التشاؤم من بعض الأرقام والأيام؟.. الإفتاء توضحالإفتاء

الدين والحياة26-7-2022 | 06:07

كشفت دار الإفتاء عن حكم التفاؤل و التشاؤم من بعض الأرقام والأيام.

وقالت الإفتاء على موقعها الإلكترونى على شبكة الإنترنت، إن التشاؤم يعتبر حالة نفسيَّة تقوم على اليأس والنَّظر إلى الأمور من الوجهة السيئة، والاعتقاد أن كل شيء يسير على غير ما يُرام، وهو عكس اليُمْن أو التفاؤل.

وأضافت: "وقد جاء الإسلام بهدم هذه العادة الجاهلية والتحذير منها، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه، أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا عدوى، ولا طِيَرَة ويعجِبنِى الفأل"، قالوا: وَمَا الفَألُ؟ قال: كَلِمَةٌ طَّيِّبَةٌ.. متفق عليه".

وتابعت: "وروى أبو داود بسنده من حديث عروة بن عامر رضى الله عنه قال: ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عند النبى صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ لَا يَأْتِى بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ".

واستطردت الإفتاء: "مما يدخل فى التَّطيُّر المنهى عنه شرعًا، التشاؤم من بعض الأرقام أو الأيام أو الشهور، كأن يعتقد المرء بأن رقمًا ما أو يومًا معينًا يوصف بحصول التعب والضغط والصعوبات معه أو أَن التوفيق فيه يكون منعدمًا، ونحو ذلك من خرافات لا أساس لها من الصحة، فيُحْجَم عن قضاء حوائجه أو أى مناسبة فى هذا اليوم أو مع حصول هذا الرقم".

وأضافت دار الإفتاء: "ومع ورود النهى الشرعى عن التشاؤم والتطير عمومًا باعتباره عادة جاهلية، فقد ورد النهى النبوى عن التشاؤم من بعض الأزمنة والشهور خاصة، كما فى الصحيحين عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم: "لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ". وفى رواية أخرى للبخارى: "لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَر".

ويقول الإمام ابن عبد البر القرطبى: "وأما قوله "ولا صَفَرَ" فقال: ابن وهب هو من الصفار يكون بالإنسان حتى يقتله، فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم لا يقتل الصفار أحدًا. وقال آخرون: هو شهرُ صَفَرَ كانوا يُحلِّونه عامًا ويُحَرِّمونه عامًا، وذكر ابن القاسم عن مالك مثل ذلك.

وقال الطيبى فى "شرح المشكاة": "قال أبو داود فى سننه: قال بقية: سألت محمد بن راشد عنه، فقال: كانوا يتشاءمون بدخول صفر، فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: "لا صفر". قال: وسمعت من يقول: هو وجع يأخذ فى البطن، يزعمون أنه يعدى. قال أبو داود: قال مالك: كان أهل الجاهلية يحلون صفرًا عامًا ويحرمونه عامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا صَفَرَ".

وأضافت: "ف التشاؤم بشهر صَفَر الذى هو أحد أشهر السنة الهجرية لزعم أنه شهر يكثر فيه الدواهى والفتن، هو من الأمور التى نهى عنها النص النبوى الشريف.. والحكمة مِن منع التشاؤم والتطير عمومًا أو بالأزمنة خصوصًا، هو أنَّ فى هذا التشاؤم سوء ظن بالله سبحانه وتعالى، وإبطاء الهمم عن العمل، وتشتت القلب بالقلق والأوهام، فيميت فى المرء روح الأمل والعمل، ويدبُّ فيه اليأسُ، وتضعف الإرادة والعزيمة لديه، وربما نَزَل بالشخص بسبب هذا التشاؤم المكروه الذى اعتقده بعينه على سبيل العقوبة له على اعتقاده الفاسد".

ولفتت دار الإفتاء إلى أن التفاؤل ببعض الأرقام أو الأيام، فهو من الأمور الحسنة التى لا مانع منها شرعًا، فهى من الفأل المندوب إليه والذى يبعث فى النفس الرجاء فى عطاء الله عز وجل، وحسن الظن به وتيسيره، فيتجدَّد به أمل الشخص فى نجاح مقصوده، ويُقَوِّى عزمه، ويحمله تفاؤله على صدق الاستعانة بالله والتوكل عليه، وهو القائل فى الحديث القدسى "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِى بِى".. رواه البخارى.. وعند البيهقى من حديث ابن عمرو رضى الله عنهما: "مَنْ عَرَضَ لَهُ مِنْ هَذِهِ الطِّيَرَةِ شَيْءٌ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ لَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ، وَلَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ".

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2