كشف الدكتور عمرو زكريا حمودة رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، عن إنشاء المعهد لبنك الجينات والأصول الوراثية لأحياء المائية المصرية؛ بهدف تجميع وتحليل وحفظ المحتوى الوراثي والأصول الوراثية (الخلايا الجرثومية - الحيوانات المنوية والبويضات) لأحياء المائية المصرية، والعمل على تسويق تلك الأصول الوراثية.
وقال حمودة، في التقرير الذي رفعه للدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي و البحث العلمي بهذا الشأن ، إنه بالرغم من تمتع مصر بالتنوع البيولوجي الكثيف للأحياء المائية، فهى مهددة حاليًا بالانقراض نتيجة التغيرات المُناخية والعوامل البشرية، وعدم قدرة الأساليب التقليدية على تدارك الكوارث الحالية داخل البيئة المائية، ولاسيما كوارث نقص المحتوى الحيوي من أسماك وغيرها فى البحيرات مثل بحيرة قارون.
وأضاف انه من ثم أصبح إنشاء بنك حيوي للأحياء المائية المصرية مطلب قومي وحتمي؛ للمحافظة على ماتبقى من المحتوى الحيوي من الأنواع ذات الأهمية الاقتصادية مثل أسماك البلطي النيلي.
وأشار إلى أن البنك يهدف إلى المحافظة على أصل النوع لسنوات طويلة فى مكان وظروف آمنة بعيدًا عن تدخل العوامل البيئية والبشرية، كما أن للبنك القدرة على استعادة النوع فى أى مكان وزمان، كما يهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات دقيقة لأحياء المائية المصرية على أساس البصمات الوراثية؛ ليكون بمثابة أطلس تعريفي يساعد صناع القرار فى اتخاذ التدابير وخطط الرصد البيئي للأنواع المتوطنة والغازية للبيئة المائية المصرية.
واوضح أن البنك سيساهم فى رصد وحل مشكلة اختفاء بعض الأنواع من خريطة التنوع الحيوي للبيئة المائية المصرية، كما يستهدف تقديم خدمات تحليل وتكنولوجيا حفظ الأصول الوراثية لأحياء المائية المصرية، ولاسيما أنواع الأسماك الاقتصادية مثل أسماك البلطي النيلي العملاق فى بحيرة ناصر؛ لحمايته من الانقراض تحت التأثير المتوقع لقلة المياه العذبة وظروف الصيد الجائر.
ولفت إلى قيام فريق بحثي من معمل الوراثة والهندسة الوراثية بالمعهد القومى ل علوم البحار والمصايد تحت إشراف الدكتور حسام عيسى السعيد بوضع أسس إنشاء بنك الجينات والأصول الوراثية لأحياء المائية المصرية، حيث قام الفريق البحثي بإنشاء قاعدة بيانات - أطلس تعريفي - للبصمات الوراثية لأحياء المائية القاطنة فى البيئة المصرية، عن طريق تسجيل ما يقرب من 1500 بصمة وراثية لأنواع عديدة من الكائنات المائية (أسماك - لافقاريات - هائمات نباتية وحيوانية)، مؤكدا تسجيل هذه البصمات الوراثية في البنك الدولي للجينات على صفحته بشبكة المعلومات الدولية.
وأكد دعم إدارة المعهد للمشروع بفرع المعهد بالقناطر الخيرية، فضلاً عن دعم أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا الفريق البحثي بالمعهد فى إنشاء أول وحدة للمحافظة على الأصول الوراثية لأسماك البلطي النيلي ذات الجودة العالمية القاطنة في بحيرة ناصر، عن طريق إيجاد أفضل التقنيات الحديثة؛ لتحليل وحفظ وتسويق أمشاج بلطي بحيرة ناصر ومحتواه الوراثي.