يقولون إن الوقت يداوي كل شيء ، لكن جرح رحيل ليونيل ميسي عن نادي عمره، برشلونة ، مازال ينزف منذ الإعلان في 5 أغسطس 2021 أنه سيغادر الفريق الكتالوني لتنتهي واحدة من أجمل القصص في عالم كرة القدم .
يتشبث معظم مشجعي برشلونة بأمل رؤية ميسي مرتديا قميص النادي مرة أخرى فهم لم تمكنوا حتى من توديع أسطورتهم بالطريقة التي تليق به وكما قال الرئيس خوان لابورتا مؤخرا: "لدينا دين أخلاقي لميسي".
تم تأجيج الشائعات حول احتمال عودة ميسي لإنهاء مسيرته الرياضية في كامب نو ، لكن الواقع ليس بهذه الدرجة من التفاؤل على الأقل حتى الآن مثلما صرح المدير الفني ل برشلونة تشافي هرنانديز في مؤتمر صحفي مؤخرا حول ما إذا كان يتمنى عودة اللاعب الأرجنتيني.
ولا يزال ميسي الحاضر الغائب في كل مكان في أذهان عشاق البارسا وفي كل خسارة للفريق وفي كل وجه حزين للاعب الأرجنتيني مع ناديه الجديد باريس سان جيرمان.
بالطبع ، لن يتم شرح حقيقة ما حدث بنسبة 100% ، ولكن كان جليا أن الوضع الاقتصادي الكارثي الذي مر به برشلونة في الصيف الماضي لم يخدم مفاوضات النادي وميسي.
وكان ميسي قد أبدى على مدار عام 2020 مرارا لرئيس النادي وقتها جوسيب ماريا بارتوميو رغبته في الرحيل عن برشلونة الذي انضم له في سبتمبر 2000 وفي 25 أغسطس من نفس العام (2020) أرسل إلى النادي فاكسا يطلب فيه المغادرة بشكل حر بداعي امتداد الموسم إلى ما بعد يونيو من ذلك العام بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وكان العقد الأخير الذي وقعه ميسي مع البارسا، في 2017، ينتهي آخر موسم 2020، طالما أخطر النادي قبل يوم 10 يونيو 2020.
لكن بارتوميو رفض طلب ميسي، وتمسك بأن الوضع الاستثنائي بسبب الجائحة لا يلغي الشرط الجزائي وأن مهلة الرحيل انتهت قبل شهرين ونصف.
وإزاء هذا الموقف ومن منطلق رغبته في عدم استدعاء الفريق الذي لعب فيه طوال حياته إلى المحاكم، أعلن ميسي في الرابع من سبتمبر 2020 أنه مستمر مع "البلوجرانا".
رحلة جديدة
ورحل ميسي عن النادي وهو أكثر اللاعبين ارتداء لقميصه (778 مباراة) وهدافه التاريخي (672 هدفا).
وفي الخامس من أغسطس 2021 تم الإعلان عن رحيل ميسي عن برشلونة وفي العاشر من نفس الشهر توصل لاتفاق مع باريس سان جيرمان وفي نفس اليوم وصل إلى العاصمة الفرنسية لتوقيع عقد يمتد لعامين مع خيار التجديد لعام ثالث، ليلعب بجوار زميله السابق في البارسا البرازيلي نيمار والفرنسي الواعد كيليان مبابي، فضلا عن لاعبي ريال مدريد السابقين أنخيل دي ماريا وكيلور نافاس وراموس.
تعلقت على الفور آمال مشجعي باريس سان جيرمان بميسي لرفع كأس دوري الأبطال للمرة الخامسة في مشوار اللاعب والأول في تاريخ النادي الذي يضع منذ أن اشتراه الخليفي عام 2011 هذا الهدف أمام عينيه كل موسم دون أن يتمكن من تحقيقه حتى الآن.
لم يكن ظهور ميسي الأول مع البي إس جي في معقله ملعب "حديقة الأمراء" ، ولكن على أرض نادي ريمس في 29 أغسطس ، عندما حل محل نيمار في الدقيقة 66.
ولم يجتمع الثلاثي الهجومي المكون من ميسي ونيمار ومبابي على الملعب إلا في 15 سبتمبر أمام كلوب بروج البلجيكي على ملعب الأخير في دوري الأبطال لكن لم يتمكن أي منهم من هز الشباك وانتهى اللقاء بالتعادل 1-1 وسجل حينها هدف النادي الفرنسي أندير هيريرا.
وظهر ميسي لأول مرة في "حديقة الأمراء" في 19 سبتمبر/أيلول أمام أوليمبيك ليون في المباراة التي انتهت بفوز صاحب الأرض 2-1 دون أن يتمكن النجم الأرجنتيني من التألق والتسجيل.
وبعد عشرة أيام جمع المستطيل الأخضر مجددا ميسي ونيمار ومبابي في مواجهة مانشستر سيتي بدوري الأبطال والتي انتهت بفوز الفريق الباريسي بثنائية نظيفة اختتمها ميسي محرزا أول أهدافه بقميص فريقه الجديد.
أما أول هدف لميسي في الدوري الفرنسي فتأخر حتى 20 نوفمبر أمام نانت وبعدها بأسبوع توج اللاعب بالكرة الذهبية السابعة في مشواره بفضل تتويجه مع منتخب الأرجنتين ببطولة كوبا أمريكا قبل شهر من رحيله عن برشلونة.
وبينما لم يظهر ميسي بالشكل المنتظر مع باريس سان جيرمان على الصعيد الرياضي، حقق النجم الأرجنتيني أرباحا كبيرة للنادي على الصعيد الاقتصادي، فجذب عشرات الرعاة الذين حققوا أرباحا تقدر بـ300 مليون يورو للنادي في موسم 2021-2022 مما سمح بتعويض مبلغ الـ80 مليون يورو الذي يدفعه البي إس جي لميسي سنويا.
في الحسابات الرياضية المخيبة للآمال لهذا العام الأول في باريس سان جيرمان ، حصل ميسي على لقب الدوري فقط، وسقط في دور الـ16 بكأس فرنسا، وهي البطولة التي فاز بها الفريق في ست مرات في آخر سبع نسخ .
وفي دوري أبطال أوروبا ، ودع الفريق البطولة في 9 مارس 2022 في دور الـ16 أمام ريال مدريد وهو الأمر الذي لم يغفره المشجعون له أو لنيمار ، وتم استقبالهما بصافرات الاستهجان عند عودتهما إلى "حديقة الأمراء".
وخلال موسمه الأول مع باريس سان جيرمان كان ميسي بعيدا للغاية عن أرقامه التهديفية في الدوري الإسباني ، والتي تجاوز فيها عادة 30 هدفا في الموسم الواحد وسجل رقما قياسيا بواقع 50 هدفا في موسم واحد، مقابل 6 أهداف في 26 مباراة (0.23 هدف في المباراة) في عامه الأول في باريس، بينما أحرز زميله مبابي 28 هدفا بمتوسط 0.8% هدف في المباراة الواحدة.
وإجمالا خاض ميسي 34 مباراة مع باريس سان جيرمان سجل فيها 11 هدفا وصنع 15.
وبمشروع رياضي جديد بقيادة المستشار الرياضي لويس كامبوس والمدير الفني كريستوف جالتيه استهل باريس سان جيرمان الموسم الجديد بالتتويج بكأس السوبر الفرنسي بالفوز على نانت برباعية نظيفة حملت توقيع ميسي ، ونيمار في مناسبتين، وراموس، إلا أن الهدف الأهم مازال دوري أبطال أوروبا.