ذروة الصراع الدولي وحتمية التسوية

ذروة الصراع الدولي وحتمية التسويةجمال رائف

الرأى6-8-2022 | 08:33

وصل الصراع الدولي إلى محطة اللاعودة، حيث تعددت النقاط الساخنة حول العالم وتوترت العلاقات بين الدول الكبرى واحتشدت الجيوش علي الحدود وتباينت الرؤي حول مستقبل العالم، بينما يبقي الواقع شاهدا علي أزمة عالمية مركبة تدفع شعوب الكوكب ثمنها اقتصاديا علي وجه الخصوص.

للتناحر الدولي القائم الآن بين الدول الكبري مسببات عدة ولكن أحد أبرز أسباب اشتعال الأزمات الدولية الراهنة هو اتجاه العالم نحو صياغة شكل جديد للمجتمع الدولي يتسع لتعددية القطبية وهو ما يأتي فى صالح الصين وروسيا بالتحديد بينما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية المحافظة علي المكتسبات التي حصلت عليها بعد الحرب الباردة فى عالم أحادي القطبية هي تتزعمه، وهنا يكمن جوهر الصراع ومن أجل ذلك حددت الولايات المتحدة الأمريكية أولويات عملها خارجيا باتجاه محاصرة القوي الشرقية المنافسة لها شمالا عبر شرق أوروبا وجنوبا باتجاه الشرق الأقصي، وهذا عبر خلق مهددات للأمن القومي لتلك الدول كيفما يحدث فى أوكرانيا وتايوان، بينما تسعي روسيا والصين لاستغلال قوتهم الاقتصادية التي لها تأثيرات بالغة علي أمن الغذاء والطاقة وأيضا التكنولوجيا والصناعات المختلقة، وهي أوراق ضغط تؤثر بطبيعة الحال علي الأوضاع الاقتصادية الأمريكية خاصة وأن واشنطن قد ربطت اقتصادها فى ظل العولمة باقتصادات تلك الدول.

مشهد عالمي معقد التفاصيل فى حاجة لحالة حوار دولي يتجه بالصراع نحو تسوية تتفق وواقع العالم بعد ثلاثة عقود من نهاية الحرب الباردة تغيرت خلالها موازين القوي العالمية وباتت هناك مستجدات يجب أن تتقبلها كافة الأطراف المتصارعة، فعلي الدول الكبري تحمل مسئوليتها والاتجاه نحو حتمية التسوية لإنقاذ العالم من الدوران فى ديمومة صراع لا ينتهي.

أضف تعليق