كشفت دراسة جديدة أجرتها كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا، ونُشرت نتائجها في المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة، إلى أن الأجور المنخفضة المستمرة مرتبطة بتدهور أسرع للذاكرة، فقد أدّت الوظائف منخفضة الأجر إلى نتائج صحية مثل أعراض الاكتئاب والسمنة و ارتفاع ضغط الدم وهي عوامل خطر للشيخوخة الإدراكية.
وحلل الباحثون بيانات من 2879 فرداً ولدوا بين عامي 1936 و1941، باستخدام سجلات من الدراسة الوطنية للصحة والتقاعد للبالغين للأعوام 1992 – 2016.
وأوضحت الباحثة في قسم علم الأوبئة في جامعة كولومبيا الدكتورة "كاترينا كيزيوس": أن البحث يقدّم دليلاً جديداً على أن النمط المستمر للأجور المنخفضة خلال سنوات ذروة الكسب مرتبط ب تدهور الذاكرة المتسارع في وقت لاحق من الحياة. وقد لوحظ هذا الارتباط في العينة الأولية وكذلك في مجموعة التحقق.
وصنّفت "كيزيوس" مع زملائها تاريخ المشاركين في الدراسة من الأجور المنخفضة إلى أولئك، الذين لم يحصلوا أبداً على أجور منخفضة أو حصلوا على أجور منخفضة بشكل متقطّع، أو حصلوا دائماً على أجور منخفضة بناء على الأجور التي حصلوا عليها من عام 1992 إلى عام 2004، ثم قاموا بفحص العلاقة مع تدهور الذاكرة على مدار الـ12 عاماً اللاحقة من 2004 – 2016.
ووجد الباحثون أنه مقارنة بالعاملين، الذين لا يتقاضون أجوراً منخفضة أبداً، فإن أصحاب الأجور المنخفضة يعانون من انخفاض أسرع في الذاكرة بشكل ملحوظ مع تقدم العمر. فإن مستوى الشيخوخة المعرفية، التي مرّ بها على مدى فترة 10 سنوات من قبل أصحاب الأجور المنخفضة المستمرة، هو ما عاناه أولئك الذين لم يحصلوا أبداً على أجور منخفضة منذ 11 عاماً.
فيما قالت الأستاذة المساعدة في علم الأوبئة في مدرسة كولومبيا ميلمان وكولومبيا باتلر الدكتورة "أدينا زكي الحزوري": تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن السياسات الاجتماعية، التي تعزّز الرفاهية المالية للعمال ذوي الأجور المنخفضة قد تكون مفيدة بشكل خاص للصحة الإدراكية، لافته إلى أنه يجب أن يدرس العمل المستقبلي بدقة عدد حالات الخرف والسنوات الزائدة من الشيخوخة المعرفية، التي يمكن منعها في ظل سيناريوهات افتراضية مختلفة من شأنها زيادة الحد الأدنى للأجر في الساعة.