نحن نعيش فى ظل ثورات تكنولوجية وتحولات رقمية لكافة الامور فى حياتنا اليومية بل فى كل امر من أمورنا ، ومع ما تحياه شعوب الأرض قاطبة من كم غير مسبوق من التحولات الاجتماعية والمشاكل السياسية والأزمات الاقتصادية أصبح دور الاعلام من الاهمية بمكان حيث أنه قد تعددت وسائله ، وتنوعت أساليبه ،وانتشرت بكثرة مجالات تأثيره ، فاستولت وسائل الاعلام على معظم اوقاتنا واستقطبت جل اهتماماتنا ، حيث تلاشت أمام سطوة وسائله الحدود الجغرافية و تهاوت أمام قوة انتشاره الاختلافات اللغوية لذا فإن دوره أصبح من أهم الأدوار فى شتى ابواب المعرفة والوعى وحفظ أمن المجتمعات إذا تم تسخيره وأدواته فى البناء و التنمية ونشر الخير.
وكما أن باباً من أبواب الأعلام ووسائله وهى الصحافة سواءاً كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية و يتم تعريفها بأنها السلطة الرابعة لما لها من قوة تأثير فى المجتمعات وتنمية قدراتها وتمكينها من تغيير الكثير من سلوكيات المجتمعات سلبياً أو ايجابياً بناءاً على ما يتم تقديمه من محتوى فكرى ، حيث الهدف الأسمى من الإعلام ووسائله المختلفة هو تنمية المجتمع ورفع كفاءة مواطنيه وتعظيم مستوى الوعى لديهم.
و الإعلام يعتبر من المقومات المهمة لقضايا التنمية، حيث يجب ان يكون إعلاماً واقعياً يحقق اهدافاً اجتماعية سياسية واقتصادية واجتماعية ، تربوية و ثقافية تعمل على بناء الثقة فيما يقدمه للجمهور مبنياً على صراحة و صدق و و ضوح متكاملاً مع كافة مخرجات السياسات الإعلامية الأخرى بحث يقدم جرعات من الثقة لدى المواطن بما تقوم به اجهزة ومؤسسات الدولة دون تهويل او إجحاف وهذا بدوره يؤدى حتماً الى تهدئة الرأى العام .
فالإعلام أحد أهم الأسلحة فى تشكيل السلوك الوجدانى للشعوب وعاملاً اساسياً فى بناء الفكر وتقريب وجهات النظر ، ودوماً إذا صلح الاعلام فإن ذلك يُعد عاملاً مهماً فى تكريس إستقرا و أمن المجتمع ، محافظاً على تماسك الجبهه الداخلية للوطن ، و كم وجهت القيادة السياسية بأنه لابد و أن يكون الإعلام منبراً حراً للفكر والرأى والتنوير والتوعية فى إطار المسؤولية الإجتماعية للمؤسسات الاعلامية فى إخراج محتوى اعلامى هادف وبناء .
فهناك فرق شاسع بين اعلام الإنارة وإعلام الإثارة فهذا يبنى قيماً وأخلاقاً وحب للأوطان و ذاك يهدم ويشوه كل اثار البناء و التنمية .
وللاعلام الهادف دوراً فى الحفاظ على مكتسبات الوطن كما يساهم فى دفع عجلة التنمية ، و يُعد عاملاً رئيساً فى بناء الإنسان ، و عيه وثقافته ، و قدراته ،وتنمية فكره كى يستطيع القيام بدوره الإيجابى الفاعل فى المجتمع .
ويجب أن تكون المنابر الإعلامية على اختلاف أنواعها منابر هادفة ، بعيدة عن كل ما من شأنه تعكير صفو المجتمع أو تشويه صورته والتقليل من قوة انجازاته.
و على الإعلام ان يقوم بدوره فى تعزيز و توضيح ما تمر به البلاد من معارك كبرى وتحديات خطيرة وضرورة الإنتباه بالمتربصون داخلياً وخارجياً يُريدون لنا عدم التوفيق والنجاح ، والعمل على تقوية التنسيق بين القنوات والصحف والمنابر الهادفة وتبادل الخبرات والتجارب فيما بينها، و الإعلام يعتبر من أهم الأدوات المؤثرة ، وله دوراً استراتيجياً مهماً و فى مواجهة التحديات، وتحقيق التنمية والازدهار.
والإعلام منارة للوعى ، اهدافه تتسم بالنبل و ليس اداة للإثارة بل للتثقيف والإنارة ويعمل على نشر الثقافات الإيجابية التى تسهم وبشكل مباشر فى رُقى الافراد والمجتمعات ، و دائماً ما يتصدى للثقافات السلبية،التى تؤثر على الأمن و السلم المجتمعى .
وعلاقة الإعلام بالمجتمع ينبغى أن تكون علاقة تفاعلية تكاملية حيث ان الاعلام الهادف البناء يؤدى الى بناء جسور تواصل وثقة مع المجتمع حيث يُعزز طرق البحث عن حلول ممكنة التنفيذ للمشكلات والقضايا المجتمعية وذلك بطرح هذه المشكلات وتلك القضايا على المختصين ذوى القبول الجماهيرى وتفعيل ارائهم فى وضع الحلول المناسبة ، وذلك خلافاً لذلكم الاعلام السلبى الذى يشغل المجتمع بقضايا لا طائل منها كزواج وطلاق بعض المشاهير ، حيث لا يجب ان يقتصر دور الاعلام على مثل هذه الأمور التى لا تعود بأى نفع على المجتمع .
و يعتبر الإعلام حائطاً من حوائط الصد و صمام أمان ضد كل سُبل التطرف ومحاربة الشائعات والأكاذيب والإعلام يُعد شريكاً اساسياً فى حفظ الاستقرار وتعزيز الأمن القومى .
إن وسائل الاعلام الحديثة يجب الإستفادة منها لأهميتها فى تكريس ثقافة الحوار و حث المواطن للمشاركة بالرأى فى الشأن العام والتفاعل البناء مع القضايا والأحداث .
وللإعلام دوراً هاماً فى حفظ الأمن القومى حيث يرسخ ذلك الدور المفهوم الشامل للأمن وذلك بالإبتعاد عن اى ممارسات من شأنها التأثير بالسلب على اى من مقومات الأمن القومى و المجتمعى من أى تهديدات، وهذا هو الاعلام البناء أما أخطر سلبيات الإعلام وهو اسلوب الإثارة والسعى الى السبق او المنافسات والممارسات اللا أخلاقية وهذا ما يهدد الأمن المجتمعى لان نجاح منظومة الإعلام يرتكز على قدرته فى مواكبة الأحداث التى تمر بها البلاد و المنطقة وفهم الواقع واستخدام خطاب ورسائل اعلامية متوازنة تتميز باليقظة و الحكمة تماشياً مع متطلبات المرحلة.
حفظ الله مصر جيشاً وشعباً وقيادة