مصر .. النبيلة

مصر .. النبيلةأيمن عطية أبو العطا

الرأى8-8-2022 | 07:43

طبيعي للغاية أن ينحاز المرء لمصريته، لكن حين ينحاز المرء آلى وطنه ومواقفه وإنجازاته بفعل أن هذه الإنجازات تستحق فهذا شأن آخر، و ما نشهده من إنجاز ل مصر في فلسطين الحبيبة هو أمر يرتبط بكل معاني النبل والوفاء للقيم بل والإدراك لمعنى المصلحة الوطنية والقومية، وهنأ دعونا نفصل على النحو التالي:

أولا: إنسانيا، فنحن أمام إنجاز تقتضيه معاني النيل الإنساني، فمن يوقف حربا بين هذه القوة العسكرية المسلحة بأحدث ما في ترسانات القوى العظمى من سلاح، وبين من يقاومون دفاعا عن أنفسهم ووطنهم دون غطاء من جيش نظامي بل دون شئ يذكر الا قوة إرادتهم /من ينهي عدوانا كهذا/ قدم للانسانية عطاء ليس لها أن تنساه، من اوقف إلى عسكرية حصدت في ثلاثة أيام فقط نحو مائتين وخمسين إنسانا بين شهيد ومصاب، هو حتما قدم للانسانية ما يستحق الوقوف عنده تعظيما وإجلالا.

ثانيا .. قوميا.. من كان وراء وقف إطلاق النار، و منع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، هو حتما يضع امام عينيه معيار الانتماء القومي، وقدم لأمته ما يستحق التقدير ، حتى وإن كان هذا العطاء معهودا على صاحبه، هنا نستخدم كلمة عطاء للتوضيح فقط ، فنحن على علم بأن الأشقاء لا عطاء بينهم وإنما هي حقوق لبعضهم على البعض الآخر، ومن زاوية الإنصاف فلابد من النظر إلى هذا الجانب في سياق تاريخي، ف مصر عبدالناصر التي دعمت منظمة التحرير الفلسطينية، هي ذاتها مصر اليوم التي تقف وراء وقف العدوان على فلسطين مصر عبدالناصر التي حملت الزعيم ياسر عرفات إلى موسكو حين كان الاتحاد السوفيتي القطب العالمي صاحب التأثير ضمن منظومة القطبية الثنائية هي مصر السيسي التي لا تتوانى عن كل ما من شأنه أن يوحد الصف الفلسطيني، وهي مصر التي خاضت حروب العرب الأربعة ضد إسرائيل..

ثالثا: وطنيا ، هنا لا ننكر أن كل استقرار في الحبيبة فلسطين يحمل معه رسائل استقرار وهدوء في مصر، فمعروف أن امن مصر مرتبط بأمن أشقائها وفي المقدمة فلسطين، وأمن فلسطين واستقرارها أمر شديد الأهمية حتى من الجانب النفسي والمعنوي، لأن كل مصري يحمل بداخله هم فلسطين ، مهما كانت تفسيراته أو مواقفه، ف فلسطين تسكن قلب كل مصري.

رابعا: إسلاميا .. حتما من يكون سببا في وقف هذا العدوان، هو من ناحية يتسق مع قيم الإسلام الحنيف، ومن ناحية أخرى يعمل من أجل بلد شقيق من أجله أنشئت منظمة التعاون الإسلامي، فلا أحد ينسى أن هذه المنظمة أنشئت حين اقدم يهودي متطرف على محاولة إحراق المسجد الأقصى المبارك عام ١٩٦٩ .. ولقيت فلسطين والقدس المحتلة في قلب قرارات هذه المنظمة التي تضم الدول الإسلامية تحت مظلته ..

حين نقول إن القاهرة بنجاحها في وقف هذا العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة، اجتمع لفعلها هذا معاني النبل علي المستويات كافة، فإننا لم نبالغ ..
حفظ الله فلسطين حفظ الله أمة العرب حفظ الله مصر قوة لذاتها سندا لامتها..

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين