مع الارتفاع المفاجئ فى حالات جدرى القرود حول العالم، ظهرت الكثير من المخاوف بشأن إمكانية انتشار الفيروس وانتقاله. كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مرض جدرى القرود يمثل حالة طوارئ صحية عالمية بسبب ارتفاع عدد الحالات فى جميع أنحاء العالم.
فى مقابلة مع "هندوستان تايمز"، قال الدكتور روهيت باترا، طبيب الأمراض الجلدية فى نيودلهى، " جدرى القرود هو طفح جلدى يشبه الجدرى الناجم عن الفيروس الحيوانى الفيروسى (فيروس ينتقل من الحيوانات إلى البشر). ومع ذلك، مقارنة بالجدرى، فإن عدوى جدرى القرود كانت لها معدلات وفيات أقل بشكل ملحوظ وانتقال أقل من شخص لآخر خارج المنزل.. بالإضافة إلى ذلك، قد يشبه الطفح الجلدى ل جدرى القرود طفح جلدى معدٍ أكثر شيوعًا فى المظهر بسبب ارتباك المرضى حول ما إذا كان لديهم جدرى القرود أو جدرى الماء أو طفح جلدى من نوع آخر".
وفقًا للدكتور سانجيف جوبتا، الأستاذ ورئيس قسم الأمراض الجلدية، معهد إم إم للعلوم الطبية والبحوث بالهند، يمكن أن ينتشر إلى البالغين والأطفال إذا كانوا على اتصال مباشر بسوائل الجسم أو القروح على جسم الشخص المصاب، وكذلك من خلال عناصر مثل الملابس أو ملاءات الأسرة التى لامست سوائل الجسم أو القروح التى لمسها شخص مصاب.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن ينتشر جدرى القرود أيضًا عن طريق الرذاذ التنفسى عندما يكون الأشخاص على اتصال مباشر مع شخص مصاب".
العلامات الأكثر شيوعًا لعدوى جدرى القرود هى الحمى والصداع الشديد وتورم العقد الليمفاوية وآلام الظهر وآلام العضلات وفقدان الطاقة
ةقال الدكتور روهيت باترا: "فى بعض الأحيان، قد يتم الخلط بين الطفح الجلدى المرتبط بالهربس أو القوباء المنطقية أو جدرى الماء وبين جدرى القرود، لذلك، إذا أصبت بطفح جلدى أو نتوء على جلدك ولا تعرف سبب ذلك، فاتصل بطبيب أمراض جلدية معتمد من يمكنه تحديد الحالة التى تسبب الطفح الجلدى عن طريق فحص النمط على الجلد، وموقع الطفح الجلدى وأعراض أخرى".
كشف الدكتور روهيت باترا عن بعض الاختلافات بين جدرى القرود و جدرى الماء والتى تشمل:
جدرى القرود هو مرض يسببه فيروس الأورثوبوكس، فى حين أن جدرى الماء يسببه فيروس الهربس.
الحمى والشعور بالضيق والصداع وأحيانًا التهاب الحلق والسعال وتضخم الغدد الليمفاوية هى أعراض المرحلة الأولى النموذجية لجدرى القرود، ويمكن أن تظهر كل هذه الأعراض قبل 4-5 أيام من الآفات الجلدية والطفح الجلدي. فيما يسبب جدرى الماء طفحًا جلديًا يظهر بعد يوم إلى يومين من الحمى.
بالمقارنة مع جدرى الماء، فإن آفات جدرى القرود أكبر.
يمكن أن يؤدى جدرى الماء إلى ظهور طفح جلدى يشبه البثور ويثير الحكة والذى يبدأ عادة على الوجه والظهر والصدر قبل أن ينتشر فى جميع أنحاء الجسم، بينما الآفات الناتجة عن جدرى القرود هى حبوب عريضة وثابتة وغير مؤلمة ومليئة بالصديد ويلاحظ المريض الآفات على الوجه والكفين وباطن القدم.
آفات جدرى الماء تنتهى ذاتيًا بعد سبعة إلى ثمانية أيام، على عكس آفات جدرى القرود.
آفات جدرى الماء يمكن أن تنكسر بسهولة، فى حين أن آفات جدرى القرود لا تستطيع ذلك.
تستغرق آفات جدرى القرود من أسبوعين إلى أربعة أسابيع للشفاء التام، فى حين أن آفات جدرى الماء تلتئم بسرعة أكبر بكثير.
العلاج الطبى متاح للأشخاص المصابين بالجدرى المائى وهم يحتاجون إليه فى كثير من الأحيان لأن معظم المرضى يتعافون فى المنزل بمعزل عن غيرهم، بينما فى حالة جدرى القرود، قد يؤدى السائل الموجود داخل الطفح الجلدى إلى عدوى فيروسية، مما يقلل من آليات دفاع الجسم نتيجة لذلك. ويمكن أن تنشأ مضاعفات.
ونصح الدكتور سانجيف قائلا، "ليس كل طفح جلدى يلاحظه الشخص يمكن أن يؤدى إلى مرض جدرى القرود.. إذا رأيت شيئًا ما على بشرتك يبدو غير عادى، خاصة إذا كنت تعانى أيضًا من الحمى، فلا داعى للذعر وقم بزيارة ممارس طبى يمكنه المساعدة فى تشخيص ما إذا كنت مصابًا بالجدرى المائى أو جدرى القرود أو إذا كانت هناك عدوى جلدية أخرى، نظرًا لأن كلا المرضين معديان، ويُنصح بتغطية أى كتل على جسمك، وارتداء قناع للوجه وعزل نفسك".