أكد تقرير أصدرته مؤسسة "إيكوفين الدولية للدراسات الاقتصادية"، أن إعلان الولايات المتحدة تخصيص ملياري دولار من أجل نشر الديمقراطية في إفريقيا جنوب الصحراء يتزامن مع التوجهات الامريكية لمزاحمة النفوذين الصيني والروسي في القارة السمراء.
وأشارت المؤسسة في تقريرها إلى أن الولايات المتحدة تستثمر على مدى عشر سنوات ملياري دولار لتعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفق ما أعلنه وزير الخارجية أنطوني بلينكين خلال تصريحات الأسبوع الجاري بشأن وثيقة توجيهية جديدة تتضمن إعادة صياغة شاملة لسياسة بلاده تجاه إفريقيا.
وأوضح التقرير أن المخصصات المالية الامريكية سيتم استثمارها بموجب ما يسمى قانون الهشاشة العالمية الذي يهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار في "الأماكن التي تكون فيها الظروف مهيأة للصراع"، إذ تستهدف المبادرة عدة دول وعلى وجه الخصوص موزمبيق ودول غرب إفريقيا الساحلية (بنين ، وكوت ديفوار ، وغانا ، وغينيا ، وتوجو)، بموجب "قانون الهشاشة العالمية" ، ستقدم الولايات المتحدة الدعم في مجالات محددة.
وسلط التقرير الضوء على تبني الولايات المتحدة استراتيجية "على مدار عقود لاستخلاص الدروس المستفادة في مجال منع نشوب النزاعات، وتنمية العلاقات بين قادة المجتمع والمسؤولين الحكوميين وقوات الأمن، والتي تعتبر حيوية لنزع فتيل التوترات قبل اندلاعها؛ وبناء القدرة على الصمود في وجه تأثيرات المناخ المزعزعة للاستقرار، مثل موجات الجفاف الأكثر تواترًا والأكثر حدة ".
وتطرق التقرير إلى ما تضمنته الوثيقة التوجيهية الأمريكية تجاه أفريقيا جنوب الصحراء إذ تشمل تعزيز العلاقات التجارية، وأيضًا "إشراك
الأفارقة في كشف وإبراز مخاطر الأنشطة لجمهورية الصين الشعبية والأنشطة الروسية في إفريقيا".
وأبرز التقرير ما توصل إليه بحث نُشر في مايو 2022 من قبل مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، حيث تعد الصين الشريك التجاري الرئيسي لأفريقيا منذ عام 2009، وفي الوقت نفسه ، هوت التبادلات التجارية بين القارة و الولايات المتحدة باستمرار، من 142 مليار دولار عام 2008 إلى 64 مليار دولار في عام 2021.
وذكر التقرير أن خلال الأشهر الأخيرة استفادت روسيا من أحد أصولها التجارية الرئيسية (الحبوب) لتحريك الدبلوماسية في إفريقيا، كما تتمتع روسيا بتعاون عسكري مع بعض الدول من خلال الأسلحة والأجهزة الأمنية "المثيرة للجدل".
ودعا التقرير إلى مراقبة التفاعلات السياسية العالمية الفترة المقبلة إذ من المقرر عقد قمة أمريكية - أفريقية في ديسمبر 2022 لمناقشة قضايا التعاون مثل الأمن الغذائي وسط الصراع الروسي الأوكراني وتغير المناخ.